الرواية

صدرت الترجمة العربية الكاملة لكتاب "اكرير" للكاتبة والمخرجة الفرنسية مارغريت دوراس، وعنوان النسخة العربية "ان تكتب..الروائي والكتابة" ترجمة احمد المديني عن دار ازمنة للنشر والتوزيع في عمان.

وتستهل ترجمة الكتاب الذي تتحدث فيه الكاتبة عن تجربتها، بإضاءة للمترجم المديني الذي يقول فيها "اننا في الحقيقة مع سيرة روائية غزيرة ومتنوعة، متعددة التجارب والاساليب، وان صدرت في النهاية من شخصية واحدة، واستقت جزءا كبيرا من حياة صاحبتها".

ويشير المترجم في اضاءته الى روايتي دوراس الاوليين، "السفهاء" و"الحياة الهادئة" حين تبدأ بالانجذاب الى الغواية الادبية وهي محاطة بنخبة من الادباء والفنانين من اسرة المقاومة ضد الاحتلال النازي عام 1944، ليتوالى بعد ذلك ابداعها بصدور رواية "سد في مواجهة المحيط الهادئ" عام 1950 الذي يعد تدشينا كاملا لمسيرتها الروائية.

ومثلت الانطلاقة التي راحت بعدها دوراس توالي اصداراتها وتنوع اعمالها وانشطتها منتقلة الى الكتابة المسرحية والسيناريو السينمائي، ليذيع صيتها على اثر حصولها على ارقى جائزة ادبية في فرنسا "غونكور" للرواية عام 1984 عن روايتها "العشيق" التي تحقق مبيعات قياسية وتترجم الى لغات عديدة.

ويستعرض المديني في اضاءته، تجربة دوراس الادبية والفنية والظروف التي عاشتها اضافة الى تجاربها الشخصية.

وتقول دوراس في كتابها "لكل كتاب كما لكل كاتب معبر صعب، لا يمكن اجتنابه، وعليه ان يتخذ القرار بترك هذا الخطأ في الكتاب ليبقى كتابا حقيقيا، لا يكذب، اما الوحدة فلا اعرف ماذا تمسي بعدئذ ما اعتقد هو ان هذه الوحدة تصبح بدهية وعلى المدى البعيد تنقلب مبتذلة وهذا جيد".

وتختتم كتابها "اكرير" او بحسب الترجمة العربية "ان تكتب..الروائي والكتابة" الذي تستعرض فيه تجربتها بلغة شفيفة منفتحة تقترب من رؤية فلسفية ولا يعترضها اي "تابوهات" تسرد فيها تجاربها الادبية والفنية والحياتية الشخصية.

وتقول "ان تكتب، هو ان تحاول معرفة ما سنكتب لو كتبنا، لا نعرف ذلك الا فيما بعد، قبل، هو الاول الاكثر خطورة الذي يمكن طرحه، لكنه الاكثر جريانا ايضا، الكتابة تحصل كالهواء، هي عارية، هي الحبر، وتمر مثل اي شيء لا يمر في الحياة، لا اكثر، الحياة".

ومارغريت دوراس (1914-1996) والمولودة في سايغون، اشتهرت في فرنسا والعالم الفرنكفوني بالتنوع الأدبي والمعاصرة، وكتبت القصة القصيرة وسيناريوهات الأفلام وتعتبر من أهم الأدباء الفرنسيين في النصف الثاني من القرن العشرين.

زارت باريس في عمر السابعة عشر ودرست الرياضيات، والعلوم السياسية والقانون وانتمت إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، واشتهرت عبر روايتها "السد في مواجهة الباسيفيك" التي تناولت طفولتها في الهند الصينية، ولكن شعبيتها نمت بفضل المسرح حيث أصدرت مسرحية "الميدان" عام 1962 و"أيام بأكملها بين الأشجار" عام 1968 وعرفت على نطاق أوسع عبر سيناريو فيلم "هيروشيما حبيبتي" و"الأغنية الهندية"، وصولا إلى النجاح الساحق لرواية "العشيق" التي جعلتها واحدة من أكثر الروائيين الفرنسيين المقروئين.