شهد بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب في القاهرة؛ والتابع لمكتبة الإسكندرية، "يوم المخطوط العربي"، والذي تم تنظيمه بالاشتراك بين مكتبة الإسكندرية ومعهد المخطوطات العربية. وشمل "يوم المخطوط" ندوات وجلسات حول المخطوط العربي، وورش عمل، ومعارض وعروض، وأفلام وألعاب، وحكايات ومسابقات، وأنشطة ترفيهية للكبار والصغار. افتتح "يوم المخطوط العربي" المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (جامعة الدول العربية) الدكتور عبد الله حمد محارب ، ومدير معهد المخطوطات العربية الدكتور فيصل الحفيان، ورئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية والدكتور خالد عزب. وفي كلمته، أعرب الدكتور عبد الله حمد عن سعادته بما تقدمه العديد من الجهات المهتمة بتحقيق المخطوطات، وعلى رأسها معهد المخطوطات العربية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومكتبة الإسكندرية، مؤكدًا أهمية الحفاظ على التراث والذي لولاه لما كان لنا فلسفتنا وتفردنا وهويتنا وعلومنا، التي انتشرت في العالم أجمع من الصين شرقاً إلى أمريكا غرباً، مشيراً إلى العديد من العلماء الذين وصلت إلينا مخطوطاتهم وأثروا حياتنا المعاصرة كالخليل بن أحمد وسيبويه وابن رشد وابن خلدون وغيرهم الكثير. ودعا كل الجامعات العربية إلى الاهتمام بتحقيق المخطوطات كجزء هام ورئيسي من الدراسات الأكاديمية، مشيراً إلى تجاهل الجامعات لذلك اعتقادً منها بسهولة عملية التحقيق في حين أنها مسألة غاية في الصعوبة وعلم يستحق المثابرة والاهتمام. كما تقدم بالشكر لكل من لبى الدعوة بالحضور ولمكتبة الإسكندرية وبيت السناري الذي يحتفي بالتراث العربي الإسلامي. من جانبه، أشار الدكتور فيصل الحفيان إلى أن عملية تحقيق المخطوطات هي مسألة علمية من الطراز الأول، وأن هناك رصيد وافر من المخطوطات العربية، حيث تصل في أقل الإحصائيات إلى مليون مخطوط، فيما تقول بعض الإحصائيات الأخرى أنها تصل إلى خمسة ملايين، في حين أن التراث اللاتيني مثلاً لم يبق منه سوى 500 ألف مخطوط فقط. وفي كلمته، قال القائم بأعمال مدير مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية رامي الجمل، إن يوم المخطوط العربي يعد تظاهرة ثقافية تهدف للاحتفاء بالمخطوط العربي. وتحدث عن الدور الذي يقوم به مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية في إعادة صياغة المخطوطات العربية بروح العصر، بالإضافة إلى الخطوات المسبقة التي تقوم بها المؤسسة للحفاظ على ذلك التراث؛ بدءاً من اقتناء المجموعات التراثية المختلفة وترميمها، ثم العمل على تحقيقها وفهرستها. وتطرق إلى تفوق المركز في إقامة والمشاركة في العديد من المؤتمرات العالمية التي تهتم بالتراث العربي الإسلامي، وقيام المركز بالعمل على مجموعات هامة كمجموعة دير الأسكوريال بالإسكندرية ومجموعة بلدية إسكندرية، بالإضافة إلى جمع عدد كبير من أجزاء "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" لجواد علي وتحقيقها في أكثر من 1000 صفحة قيد الطباعة الآن، كما أشار إلى العديد من النماذج الأخرى بالغة الأهمية في التراث العربي الإسلامي. ومتحدثاً عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أشار الدكتور خالد فهمي إلى أهمية الاحتفاء بالتراث العربي الإسلامي والذي يراه قد تأخر أكثر مما يجب، متناولاً ما أدركه المجلس منذ وقت طويل من أهمية لهذا التراث علماً وفناً وانعكاس ذلك على العصر الحاضر من خلال إنشاء المجلس للجنة قيم التراث في العام 1962، وحرص المجلس على مشروع الترجمة العلمي. وأضاف أن المجلس يحتفظ بسبعين ألف مخطوط وعد بإهداء نسختين منها إلى كل من مكتبة الإسكندرية ومعهد المخطوطات العربية. وتم تكريم الراحل عصام الشنطي، مدير معهد المخطوطات الأسبق، في الافتتاحية. وتسلم ولده الدكتور حاتم الشنطي عنه شهادة تقدير، كما تم تكريم آل عواجة وآل بودي لإهدائهما 70 مخطوطة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كما تم تكريم الأستاذ محمود زكي للدور الذي قام به في التوسط مع العائلتين. شارك في يوم المخطوط العربي مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات (مكتبة الإسكندرية)، والمكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية (المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية)، والمكتبة المركزية الجديدة (جامعة القاهرة)، وبرنامج التوعية العلمية والمرصد الفلكي (الجامعة الأمريكية في القاهرة)، وجمعية المكنز الإسلامي في القاهرة، ومجموعة البحث العلمي "صناعة المخطوط الإسلامي"، ومتحف الفن الإسلامي في ماليزيا، ومكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع.