منح المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في اجتماعه السابع والعشرين في العاصمة العُمانية مسقط اليوم الأحد، جائزة القدس للكاتبة المغربية خناتة بنونة. وتلا رئيس جمعية كتاب اللغة الفرنسية، وأستاذ الكرسي في جامعة السوربون الأديب جاك شيريه، تقرير لجنة جائزة القدس ليعلن منح الجائزة إلى الكاتبة المغربية خناتة بنونة، الكاتبة والمبدعة المغربية التي أدركت منذ وقت مبكر جداً أن فلسطين هي قضية العرب المركزية، فانصهرت فيها وأبدعت روايتها 'النار والاختيار'، كأول رواية نسائية في المغرب صنفت في عداد الأدب المقاوم، وما زالت لا تبخل في تكريس حياتها للقدس وفلسطين، وقد باعت حليها وبيتها وعقاراتها لتقيم مدرسة باسمها في فلسطين ولتدعم صندوق القدس، وتجد لدى الفلسطينيين المحبة والتقدير والاحترام والتكريم وتحمل وساماً رفيعاً قلدها إياه الزعيم الراحل ياسر عرفات. واستعرض شيريه سيرته وتاريخه مع أدب شعوب العالم وثقافاتها، والكيفية التي بدأ فيها يتلمس خيوط الإبداع والهوية الثقافية للشعوب الخاضعة للدول الاستعمارية الكبرى، وهي تبحث من خلال أعمالها عن فسحة للحرية ومتنفس عن مكنوناتها وخصوصياتها وملامحها التعبيرية، وتؤسس لحركات تحرر وثورات يأخذ فيها المفكر والأديب والمبدع موقع النواة ودوره الرائد. وقالت المناضلة بنونة 'تعجز اليوم كلماتي وهي التي لم تعجز قط في مشارق الأرض ومغاربها.. تحييكم دموعي قبل أن تحييكم كلماتي. وأسهبت في وصف تجربتها وكيف تعلقت بفلسطين والقدس منذ زارتها وهي في ريعان الصبا مع والديها، وشاهدت كيف سقطت تحت براثن المحتل، لتبقى متعلقة بها وبالنضال من أجلها طيلة سنوات حياتها. وأضافت: 'نحن كطائر الفينيق نقوم من الرماد.. ليس هناك ما هو أهم وأغلى من القدس.. لم أكن لأستلم أية جائزة تكريم، إلا أن هذه الجائزة هي جائزة القدس ولهذا قبلتها وأنا أهديها بدوري لوطني المغرب، ومادياً أقدمها لصندوق بيت المقدس الذي أتمنى على جميع الدول والبلدان أن تخصص صندوقاً مماثلاً لدعم القدس، وأتمنى على الوزير الشاب والمثقف أن يكون المحرك والداعي له هنا في مسقط'. وجاء افتتاح أعمال المكتب الدائم للاتحاد، برعاية وزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، في ظل الاحتفال بالعيد الوطني الثالث والأربعين للسلطنة. واستهل الاجتماع بكلمة ترحيبية من رئيس جمعية الكتاب والأدباء العمانية محمد العريمي، أشار فيها لما يحمله الاجتماع في مسقط العريقة من دلالات حضارية، واستلهام لموروثها الثقافي والإبداعي، ومن تجديد وابتكار لتكوين العربي وروحه الخلاقة. ثم تحدث الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب محمد سلماوي، فأكد انعقاد الاجتماع في واحة الاستقرار مسقط، وسط أجواء استثنائية تتلاطم فيها أنواء انتفاضات الشعوب العربية، وتنبئ بمصير سيغير وجه التاريخ وحراك هائل، الأديب والمثقف هو فيه الموجه والمحرك. وقال: إن الأديب هو مفتاح المستقبل وأساس الحرية هو حرية التعبير للأديب والكاتب، وقد بدأنا بسن تقليد جديد يتمثل في إصدار بيان عن حال الحرية في الوطن العربي في كل اجتماع يعقد. واختتم الحفل الذي شارك به وفد من فلسطين على رأسه الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني، بتسليم الكاتبة المناضلة جائزة القدس، وسط تصفيق الجميع ووقوفهم احتراماً.