القاهرة - العرب اليوم
حدث في منزل قديم متواضع من 5 طوابق تعلوه أتربة، في منطقة الشرابية، يمر بجانبه الأهالي ذهابًا وإيابًا يتهامسون، ونظرات الريبة تصوّب تجاه كل من يقف أمامه، هنا نشأ "عماد" ووالداه وأشقاؤه، بطل القصة التي شغلت الرأي العام "مذبحة الرحاب".أسفل العقار 3 محلات يتوسطها "دكان" لصيانة وبيع الساعات ملك شقيقه "رأفت" الذي ما زال يتردد على المنطقة ويستكمل مهنة والدهم، إلا أن المحل مغلق منذ اكتشاف الجريمة مساء السبت الماضي.
الساعة تجاوزت الواحدة صباح يوم السبت 5 مايو/ أيار، لم تتوقف اتصالات النعي على هاتف الشقيق الأكبر "رأفت"، أحد الأصدقاء قال له إن الواقعة بسبب قطعة أرض: "فيها عضمة كبيرة".أشقاء عماد خمسة، جميعهم غادروا المنطقة، وانتقلوا للعيش في أماكن مختلفة، "ثروت" طبيب، بإحدى محافظات الصعيد، و"رأفت" في مدينة نصر، أما شقيقته "هالة" فهي متزوجة من رجل أعمال يمتلك معرضًا لبيع السيارات تقيم في منطقة الهرم، وفق أحد أهالي المنطقة.
يقف أمام العقار عدد من شباب المنطقة عقب عودتهم من تشييع جثمان الضحية بمقابر المظلات في شبرا، يتحدثون عن الواقعة، بالاقتراب منهم وسؤالهم عن الضحية، بادر أحدهم قائلا "يا باشا عماد اتقتل، عمره ماينتحر دا ملتزم ويعرف ربنا كويس"، وأضاف "أحمد" - اسم مستعار-، صديق الضحية: "عماد ذكي وطموح بس المشكلة إن فيه ناس تقيلة في الموضوع".قبل 30 سنة، وعقب وفاة والده، غادر عماد منزل الأسرة بالشرابية، يقول صديقه أحمد: "عاد إلى المنطقة بعد فترة، وبدت عليه علامات الثراء، وعلمنا أنه سافر إلى الخارج، ثم عاد إلى مصر، وتزوج الضحية الثانية والتي كانت تقيم في منطقة المطرية".
"بيدخل على أراضي الأوقاف اللي عليها مشاكل".. يوضح أحمد طبيعة عمل "عماد"، ويؤكد أنه كان يتمتع بذكاء شديد، وكان دائمًا يتدخل مع آخرين لشراء أراض مساحاتها كبيرة.يتذكر صديق الضحية آخر لقاء جمعهما قبل الواقعة بأسبوعين، قائلا: "تقابلنا صدفة في 6 أكتوبر، وتحدثنا عن الأراضي والعقارات، وأخبرني أنه وضع تحويشة عمره في قطعة أرض مساحتها 57 فدانًا خلف إحدى شركات البترول بمنطقة الخصوص في القليوبية"، وتابع: "عقب اللقاء اتصل يسألني عن تقدير لثمن نصيبه في البيت، وقلت لها وقتها بـ450 ألف جنيه".
يضيف صديقه: "بمجرد علمي بالجريمة ظننت أنها بسبب قطعة الأرض الواقعة في الخصوص، وتحدثت إلى شقيقه إلا أنه نفى وأخبرني أنها ربما تكون بسبب قطعة أرض أخرى "كبيرة وفيها عضمة كبيرة".وأكد أحمد أن الضحية كان يربطه استثمارات قوية مع عدد من أصدقائه الذين لا يعلمهم أحد من أهالي المنطقة "كانوا عاملين جمعية وبيشتروا الأراضي اللي عليها مشاكل".
وكشف (رأفت 60 عامًا)، شقيق الضحية عماد، لمصادر صحافية، تفاصيل آخر مكالمة هاتفية له مع شقيقه، قائلا: "يوم 26 أبريل اللي فات كلمني، وقالي يا رأفت اتصرف بسرعة وبيع البيت بتاعنا، أنا عايز فلوس لأني كنت عامل معارضة في قضية كبيرة وروحت أسأل على الورق لقيته اختفى".وأضاف أنه لم يتطرق خلال الحديث بينهما إلى طبيعة الأوراق أو القضية، لكنه أوضح أنه أخبره أن المنزل قديم بمنطقة الشرابية، ولا يتجاوز نصيبه فيه أكثر من 200 ألف جنيه، "قولت له أنت ليك الربع ومش ده المبلغ اللي هيفك ضيقة، لأنه مبلغ صغير".
يقول رأفت "مركزتش في كلامه بعد ما قفل معايا لكن بعد ما بلغوني بالحادث افتكرت الموقف ده"، مشيرًا إلى أنه علم بنبأ مقتل الأسرة بعد عودته من العمل الساعة الـ12 من مساء السبت، "أنا ساكن في مدينة نصر وروحت جري على الرحاب، وآخر مرة شفت عماد فيها في عزاء واحد قريبنا من 3 أو 4 شهور".
و قال خالد ابن عمة المهندس عماد، إنه عرف بتفاصيل المكالمة التي دارت بين الشقيقين بشأن الأوراق المختفية، مضيفًا "كلمت رأفت في التليفون حكالي عن الواقعة دي وقلت له ده لغز لازم تقوله للنيابة العامة".
يكمل رأفت حكايته عن الأسرة: "عماد أخويا كان متدين وطموح وزوجته طيبة جدًا ومحمد ابنه محبوب.. ونورهان وردة، مستحيل ينتحر، لأنه من النوع اللي عايز يثبت نفسه ودايمًا يدخل يحل مشاكل الناس وليه أفضال كتير على ناس قريبة وبعيدة، وحجم أعماله تقيل ومع ناس كبيرة".وشيعت صباح أمس جثامين الزوجة والأبناء بمقابر عائلة شومان بمشتول السوق في الشرقية، بينما شيع جثمان الزوج في مقابر المظلات بشبرا.
وعثرت أجهزة الأمن في منطقة الرحاب قبل أيام على جثث رجل أعمال يدعى (عماد س.)، 56 سنة، وزوجته (وفاء ف.) 43 سنة، وأولاده (محمد) 22 سنة، و(نورهان)، 20 سنة، و(عبدالرحمن)، 18 سنة، عقب يومين من مقتلهم، عقب انتشار رائحة كريهة في المنطقة. وانتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الواقعة، وبدأت تحقيقات موسعة بشأن الحادثة