بغداد – نجلاء الطائي
توقَّع الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية هاشم الهاشمي ، تأجيل معركة الموصل الى الخريف المقبل ، معلناً في ذات الوقت تواجد أكثر من 4000 مقاتل، ومستشار، ومدرّب عسكري أميركي، فاعلين في العراق، وهم محبطون من الطريقة التي تدار فيها شؤون الجيش العراقي.
وقال الهاشمي في تصريح لـ"العرب اليوم " إن "هنالك ضغوطًا أميركية ومحلية مورست على القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، بهدف منح الضوء الأخضر للقوات الأمنية ببدء عمليات تحرير مناطق جنوب "الموصل" لتخفيف الزخم العسكري الحاصل في الفلوجة على تنظيم "داعش"، مبيناً أن "الهدف من ذلك هو تشتيت وحدة الصف العسكري للجيش العراقي والحشد الشعبي، فضلاً عن منع الأخير من دخول المدينتين المذكورتين".
وأضاف أن "انطلاق عملية تحرير الموصل من سيطرة المتطرفين من دون حسمٍ لمعركة الفلوجة، سيفسح في المجال أمام تنظيم "داعش" بالسيطرة على المدينة مرة أخرى، فضلاً عن شنِّ عمليات إرهابية بالسيارات المفخخة على القطعات الأمنية المتواجدة هناك بهدف إعادة سيطرة عناصره المحررة من قبلِ القوات الأمنية".
واكد الهاشمي عدم التزام جنود الجيش العراقي، وتغيبهم عن التدريبات بشكل مستمر، كما أن قدراتهم غير ملفتة، والمعدات العسكرية والأسلحة التي يمتلكها الجيش هي خليط من الأدوات ذات الصناعة الأميركية والروسية، التي تحتاج صيانة وإصلاحات جذرية، الأمر الذي تعيقه البيروقراطية والخطوط اللوجستية الطويلة.
ولفت الخبير الاستراتيجي الى أن من أسباب توقف تحرير نينوى الصعوبات اللوجستية بعد السيطرة على بعض القرى الواقعة في جهتها الجنوبية فقط، ومنذ ذلك الحين تراوح القوات مكانها فلا تستطيع الاستمرار بالقتال، حتى الآن.
واوضح الهاشمي أن بقاء تنظيم "داعش" في العراق وسورية مرتبط بالقرار الأميركي الخاص بالانتخابات الأميركية، فضلاً عن تحقيق كافة أجندات واشنطن في المنطقة، مشيرا إلى أن تواجد عناصر التنظيم أنعش تجارتي السلاح والمخدرات في الولايات المتحدة.
وجزم بأن "الرئيس الأميركي باراك أوباما يتعمد تعطيل معارك تحرير مدن الفلوجة والموصل في العراق وحلب وحمص في سورية ويرجئها قبيل الانتخابات الأميركية بعدة أشهر بهدف ضمان الولاية الثالثة للحزب الديمقراطي"، مبيناً أن "بقاء تنظيم داعش في المنطقة مرهون بقرار انتخابي أميركي يخدم مرشحي الحزب الديمقراطي في الجولات المقبلة من الانتخابات الأميركية".
وأضاف أن "بقاء عناصر التنظيم في دول المنطقة ساعد في نمو الاقتصاد الأميركي من خلال انتعاش تجارتي الأسلحة المباعة للدول التي تعاني من تواجد المتطرفين من جهة وتجارة المخدرات وإرسال الحبوب المخدرة الى مسلحي داعش من جهة أخرى".
وتابع الهاشمي أن "أبرز الأهداف الرئيسية من تواجد داعش هو تفتيت أكبر قوة عسكرية عربية في المنطقة والمتمثلة بالعراق وسورية ومصر بهدف حماية الأمن القومي للمكون الصهيوني، والتوجه بعدها لتأسيس أقاليم عرقية تعيش ضمن صراعات داخلية في الدول المذكورة