الهدوء وممارسة الرياضة للنوم الهادئ
لندن ـ ماريا طبراني
قدّم "المعهد البريطاني للصحة والتفوق العيادي"، بعض النصائح التي تساعد على التخلص من الأرق، من أهمها التأكد من درجة حرارة غرفة النوم، حيث ينبغي ألا تكون حارة جدًا أو باردة جدًا، وكذلك ضرورة توفير هدوء نسبي في غرفة النوم
مع إضاءة مناسبة، وممارسة التمرينات الرياضية، وخلو المكان من أي أنشطة أخرى يقوم بها الفرد سوى النوم"، وأنه في حالة المعاناة من أرق مزمن، لابد من اللجوء إلى الطبيب.
وقالت الجمعية الطبية البريطانية، إنه "مع كل النصائح التي تقدمها المؤسسات الصحية الكثيرة، يلجأ البعض إلى الحبوب المنومة ليصل عدد الجرعات التي يصفها الأطباء لمرضاهم ممن يعانون من الأرق المزمن إلى 18 مليون جرعة، وهو ما يشير إلى خطرٍ كبير، مؤكدة أن "تناول مثل هذه الحبوب من الممكن أن يؤدي إلى اعتمادية شديدة يُصاب بها المرضى على تلك العقاقير، حيث اعترف البعض أنهم أدمنوها بالفعل، وأصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عنها، ويشير هذا الإدمان المحتمل إلى أن هناك خيارات محدودة لدى حالات الأرق المزمن، إما أن يستيقظوا طوال الوقت أو يلجأوا إلى الحبوب التي تسير بهم في اتجاه الإدمان، وهناك أيضًا بعض الأعراض الجانبية التي تسببها بعض أنواع الحبوب المنومة مثل الدوار، إلا أن الأطباء أقلعوا عن وصفها لمرضاهم بعد ثبوت ذلك، وبعدها بدأ الاتجاه إلى أقراص منومة من نوع آخر لا تترك أثرًا مخدرًا على المريض، ولكنها بمرور الوقت تحول الإنسان إلى مدمن لها، ولا يستطيع التخلص منها على الإطلاق".
ومن الجدير بالذكر أن حبوب النوم لا تجدي نفعًا إلا في حالات الأرق قصيرة الأجل، حيث تعالج المرضى من الأرق بالفعل، إلا أنها تستخدم بعد ذلك كعلاج وهمي لا أثر طبي له على الإطلاق، فعندما يتناول المريض القرص المنوم بعد فترة طويلة من استخدامه، يكون الأثر الوحيد هو أن تناول القرص يساعده على الاسترخاء والنوم، من دون أن يحدث القرص أو مادته الفعالة أي أثر حقيقي يؤدي إلى نوم متناوله، لذلك ظهر اتجاه جديد نحو استخدام أقراص منومة وهمية لا تحتوي على أي مواد ضارة أو تتعامل مع الجهاز العصبي للإنسان، وهي الأقراص التي ثبت بالفعل أنها تساعد المريض على النوم الهادئ تمامًا مثل الحبوب المنومة الحقيقية، إلا أنها تتأخر في إحداث الأثر المأمول لمدة 20 دقيقة مقارنةً بالحبوب الحقيقية.
ونصح الأطباء بضرورة وعي المريض بخطورة الأدوية المنومة، بعد أن ارتفعت نسبة استخدامها في الوقت الحالي، حيث بدأ معظم المصابين بالأرق المزمن بالإقلاع عن الأدوية المنومة مثل مستحضرات البنزوديازيبينات كعقار تيمازيبام بعد أسبوعين فقط من تناوله، مهما كانت النتيجة حتى لا يصلون إلى مرحلة الإدمان.