دمشق - ميس خليل
ألحقت الأعمال الحربية الدائرة في مدينة بصرى الشام، أضرارًا كبيرة بجزء كبير من آثار تلك المدينة، كما تعرضت مواقع أثرية أخرى إلى أعمال التنقيب والحفر والسرقة، وتعتبر المدينة من أغنى وأقدم مدن المنطقة الجنوبية، وتحتوي عددًا كبيرًا من المعالم التاريخية، أهمها المدرج الروماني.
وأكدت مصادر ميدانية، أنّه مع بدايات الحراك العسكري في المدينة تم استقدام أعداد كبيرة من القوات الحكومية إليها لفرض السيطرة الكاملة على هذه الأماكن، وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومنعت السكان وزوار هذه المعالم من الاقتراب منها، كما حولت المدرج الروماني إلى معتقل لأبناء المنطقة، ووضعت مرابط عدة لمدافع "الهاون" داخل المدرج، الأمر الذي سبب تصدعًا وأضرارًا في بنية المدرج نتيجة القصف المستمر.
وأوضحت المصادر، أنّ قلعة بصرى شهدت اشتباكات ومعارك عدة، ولا توجد معلومات كافية عن الأضرار التي لحقت بها، كما شهدت أعمال تنقيب شرسة وكثيفة في بداية الأحداث من لصوص استغلوا الأحداث القائمة في المدينة.
ووجه أنس المقداد عامل في مركز البحوث الأثرية، على تعرض المعالم الأثرية في بصرى إلى مخاطر كبيرة نتيجة تحويل هذه المناطق إلى ساحات صراع، الأمر الذي تسبب في قصف النسيج العمراني في المدينة القديمة التي تعود إلى حقب نبطية ورومانية وبيزنطية.
وبيّن المقدار، أنّ آثارًا عظيمة دمرت جزئيًا أو كليًا، مثل الكاتدرائية التي تقع قرب الجامع الفاطمي وسط المدينة، وتعود إلى العهد البيزنطي، حيث شهدت تدميرًا جزئيًا في البناء الخارجي، كما طال التدمير الجزء الأعلى من الكليبة، سرير بنت الملك، وتمت تسويته بالأرض، فضلًا عن قصف جامع المبرك الذي زاره الرسول محمد، وسمي المكان بهذا الاسم نسبة إلى الناقة التي كانت تقل الرسول، واستوقفت وبركت في هذا المكان.
وكانت بصرى تحتوي على كثير من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية الرومانية والإسلامية، وتشتهر بمدرجها ومساجدها وأسواقها وأقواس النصر فيها؛ ولكن معظم المناطق الأثرية تحولت إلى ورشات تنقيب وحفر.