دمشق - العرب اليوم
أعلن القاضي الشرعي الأول في دمشق محمود المعراوي، أنّ المحكمة تستقبل يوميًا ما بين 2 إلى 5 أطفال دون سن الثامنة عشرة من المناطق الساخنة يطلبون أذونات سفر لأسباب أهمها أنهم لا يعلمون مصير أهلهم، مشيرًا إلى أن البعض منهم هرّبهم أهلهم من تلك المناطق حفاظًا على حياتهم.
وأكدت مصادر لـ"العرب اليوم" أنّ الحرب الدائرة في سورية خلّفت الآلاف من الأطفال بلا أهل فمنهم من فقد أهله بسبب القصف أو الخطف أو ضل عنهم ولم يعد يجد طريقًا إليهم.
وذكرت رنا 14 عامًا هربت من ريف حلب قبل نحو عام وجئت إلى دمشق وجلست عند أحد الأقارب. وفي سؤالنا عن أهلها أجابت "فقدتهم كلهم أثناء الاشتباكات في قريتي فأمي وأبي ماتوا تحت القصف وأخوتي الصغار فيما كنت أنا خارج المنزل وعائلة أمي وأبي هربوا من القرية ولا أعرف شيئًا عنهم. وأضافت أنها قصدت المحكمة اليوم للحصول على إذن سفر للخروج من سورية والذهاب إلى أوروبا.
وأكد المعراوي أن الكثير من الأطفال استطاعوا الخروج من المناطق الساخنة رغم الحصار ولجأوا إلى أقاربهم في دمشق ومن ثم السفر إلى أقاربهم خارج البلاد كاشفًا أن معظم الحالات التي تراجع المحكمة من ريف حلب.
وبيّن المعراوي أن محمود المعراوي الذين راجعوا المحكمة أنواع، منهم من لم يعلم مصير أهله ومنهم هرب بعلم أهله باعتبار أن تلك المناطق لم تعد آمنة مؤكدًا أن المحكمة تتعامل مع كل حالة على حدة.
وأضاف المعراوي: "إن الطفل إذا تجاوز السابعة عشرة وقارب سن 18 سنة نعتبره كما نصّ القانون أنه مأذون في أعمال معينة ومنها مراجعة الهجرة والجوازات للحصول على جواز سفر للسماح له بالسفر إلى أقاربه بمفرده". وبيّن المعراوي أنه في حال كان الطفل قاصرًا ولم يعلم مصير أهله ولجأ إلى أحد أقاربه فإن المحكمة تتثبت من صدق كلامه سواء بالشهادة بأن أهله مجهولو المصير أم عبر سماع الأشخاص الذين لجأ إليهم الطفل باعتبار أنهم من المرجح أن يكونوا من بلده.
وأكد المعرواي أنه في حال ثبتت مصداقية كلام الطفل فإنه يُمنح موافقة السفر أو يتم تعيين الشخص الذي لجأ إليه الطفل وصيًا عليه لإيصاله إلى أقاربه خارج البلاد.
وأكد أستاذ كلية الحقوق وعضو مجلس الشعب محمد خير العكام أن حالات الأطفال الذين فقدوا أهلهم في ازدياد مشددًا على ضرورة تطوير المنظومة القانونية الخاصة بهذا الموضوع في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، مشيرًا إلى مشروع قانون الرعاية البديلة الذي من الممكن أن يكون أحد الحلول لاحتواء هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أهلهم.
وأضاف العكام: إن المشكلة تتعلق أيضًا بالفتيات اللواتي بلغن سن الخامسة عشرة وما فوق وفقدن أهلهن، مؤكدًا أنهن معرضات لكل أنواع الابتزاز ومن ثم فإنهن عرضة لضعفاء النفوس وهذه من آثار الحرب التي ظهرت في سورية.
وأكد العكام أنه ما دام هناك حربًا في سورية فإن حالات الأطفال الفاقدين لأهلهم ستزداد ولا سيما في المناطق التي شهدت نزوحًا كبيرًا هربًا من العصابات المسلحة، مشيرًا إلى أن هناك تأخير من الحكومة في احتواء مسألة هؤلاء الأشخاص وهذا ما دفع بالعديد منهم إلى السفر خارج البلاد.