الدارالبيضاء - آمال عابيد
أوضح مدير الأكاديمية الدولية للطب الصيني والتكميلي لتنظيم الدورات العلمية، وأخصائي العلاج بواسطة الطب التكميلي محمد بلهنتوت، أن الكثير من الأبحاث العلمية كشفت عن أن "الحجامة" تساهم في حماية جسم الإنسان من الأمراض، وتنشيط الأعضاء الحيوية والخلايا، عبر إزالة كريات الدم التالفة والهرمة، واستخراج الشوائب، ما يزيد من نسبة التروية الدموية داخل جميع الأنسجة والأعضاء. وبيَّن بلهنتوت، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن "الحجامة تساهم في تخفيف العبء عن الكبد، الذي ينشط هو الآخر بفضلها، ما يجعله يقوم بوظائفه بوتيرة سريعة، ولعل هذا ما يجعل الحجامة تصنف من بين التخصصات الطبية القائمة بذاتها"، مضيفًا أن "الحجامة تتطلب أن يكون الطبيب الحجام متمرسًا ومتمكنًا من التقنيات التي تتطلبها العملية، وعلى دراية تامة بالشروط التي يقتضيها التعامل مع جسم الإنسان، لذا تستدعي ممارسة الحجامة الوقوف عند كفاءة الممارس، ومدى درايته بعلم التشريح الطبي للجسم، وقدرته على تشخيص الأمراض، مع مراعاة معرفته بعمق آثار الحجامة على جسم الإنسان، وتمكنه من القراءة العلمية للتحاليل الطبية والمخبرية، دون إغفال ضرورة استعمال كؤوس حجامة معقمة، والحرص على استخدامها لشخص واحد، وليس إعادة استعمالها لأشخاص متعددين، سواء تعلق الأمر بالحجامة الوقائية أو الحجامة العلاجية"، كاشفًا عن أن "الحجامة لا تخلف أي مضاعفات سلبية، إن مورست بطريقة صحية وسليمة، على يد خبراء متمرسين ومتخصصين متمكنين من العملية، وفق الشروط السالفة الذكر". وأكد مدير الأكاديمية الدولية للطب الصيني والتكميلي لتنظيم الدورات العلمية أن "الأكاديمية تحرص، في الدروات العلمية، التي تقوم بها على القول بأن اليد التي تعالج لا يجب أن تقتل، بمعنى أن الطبيب الحجام، يجب أن يحمي نفسه من انتقال العدوى إليه، باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، دون إهمال المريض، الذي يجب أن يجري عملية الحجامة في عيادة متخصصة ونظيفة، تتوفر فيها جميع الشروط الصحية، ولاسيما التعقيم، بعيدًا عن الأماكن التي يتخذها البعض مقرات لإجراء الحجامة عشوائيًا"، مشيرًا إلى أنه "تحسبًا لوقوع أي مضاعفات، عقب خضوع الشخص إلى عملية الحجامة، لابد أن يكون الحجام على علم تام بالإسعافات الأولية والضرورية، حتى يتمكن من التعامل السليم مع الشخص، سواء تعلق الأمر بحالة إغماء، أو التهاب لموضع الحجامة، منعًا لتسرب البكتيريا إلى داخل الجسم"، لافتًا إلى أن "إجراء عملية الحجامة على الوجه، يتطلب إخضاع الشخص إلى تعقيم جيد وكاف، بغية منع تسرب الجراثيم والبكتيريا إلى المخ مباشرة، عبر الجيوب الأنفية". وفي ختام حديثه، شدد بلهنتوت على "أهمية خضوع أخصائيي الحجامة إلى تكوين ودراسة، والحرص على المتابعة العلمية والمشاركة في الدورات التكوينية ذات الصلة بالحجامة، والإسعافات الأولية، وعلم التشريح الطبي للجسم، والدراسة العلمية لوظائف الجسم، وكذا علم الأمراض، دون الاقتصار فقط على حضور دورة تكوينية واحدة لا تتعدى يومين أو ثلاثة أيام".