انتحار شاب غرقًا

قرّر شاب في المنوفية إنهاء حياته للتخلص من متاعب الحياة التي أكلت جسده الضعيف، إذ تفاقمت عليه همومه وكثرت عليه متطلبات الحياة ليعيش مثل بقية أقرانه الذين في عمره، فتسلل إليه الشيطان بوساوسه واستطاع هزيمة معنوياته، فأصبح دائم التذمر وكثير الصياح بسبب ودون سبب.

ألقى الشاب نفسه في مياه الرياح الناصري أمام أعين المارة لتتعالى صيحات المارة في محاولة لإنقاذه لكن المياه كانت أقوى منهم.

ويعيش محمود صاحب الـ23 عاما، في أسرة متوسطة الحال فوالده كان عاملا وخرج على المعاش يتقاضى معاشه نهاية كل شهر ليصرف به على أسرته ويواجه به ظروف الحياة ومتاعبها، ومحمود الأخ الأوسط بين شقيقته الكبرى وأخيه الذي يصغره ببضعة أعوام.

حصل محمود على الدبلوم واتجه للعمل في المصانع ليحمل هم نفسه عن والده الذي ذاق مر السنين في تربيته هو وأشقاؤه، وظل محمود يتنقل من مصنع لآخر ليحصل على فرصة أفضل ومرتب أفضل يجعله يكفي متطلباته ويقدر على مساعدة أسرته، لكن انتهى به المطاف أن عمل تباعا على إحدى السيارات في منطقته، وبدأ محمود ينظر للحياة بنظرة غضب وعدم رضا، فهو لا يستطيع أن يدخر مالا ليبني له شقة مثل أقرانه ليتزوج مثله مثل بقية أقرانه، وساءت حالته النفسية وأصبح سيئ المزاج دائما حتى أصيب بنوبات عصبية وحالات هيستيرية، وأصبح كارها للحياة بأكملها ينظر إليها نظرة كره وحقد.

وجاء يوم انتحاره فقرّر محمود كتابة نهاية حياته التي اعتبرها عيشة أموات، فقرر الانتحار فتوجه الرياح الناصري والمعروف بعمقه الشديد وسرعة مياهه ووقف ينظر للمياه، وقام باستخراج متعلقاته الشخصية وهاتفه المحمول وبطاقته ووضعهم على سور بجانب الرياح ثم وقف على السور الحديدي أعلى الكوبري، وهنا ارتفعت أصوات المارة وارتفعت صرخات النساء خوفا عليه من السقوط لكنهم لا يعلمون أنه قرر إنهاء حياته وهرول المارة نحوه ليمسكوا به ويمنعوه من السقوط لكن القدر كان أسرع وسقط في المياه.

وتمكّنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال الجثة وتم نقلها إلى مستشفى السادات العام، وبتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بأن الوفاة نتيجة إسفكسيا الغرق، ولا توجد شبهة جنائية، وأشارت إلى عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة وبالعرض على النيابة، قررت التصريح بدفن الجثة.