المُسلح في هجوم كنيسة حلوان

في الأزمة تتجلى "الجدعنة"، كذلك كان حال "عم صلاح" في هجوم الجمعة، على كنيسة مارمينا في حلوان؛ بمجرد أن سمع الرجل الخمسيني دويّ الرصاص مخترقا سكينة الشارع الغربي، هرول خارج منزله، الواقع في الدور الأرضي، وأصبح جزءً من المشهد، بعدما انقضّ على المسلح، ومنعه من استكمال إطلاق النار بفك خزنة سلاحه، قبل أن يسلمه للأمن.

على صوت طلقات الرصاص، استيقظ صلاح مفزوعًا، خرج إلى الشارع، حاصر الرصاص المتطاير خطواته، اختبأ وراء كشك خشبي قبالة منزله، من مكانه وراء الكشك الخشبي تابع بدقة حركات المسلح، فيما انتظر اللحظة المناسبة، حسبما قال .

وفي نفس الوقت، كان أفراد من الشرطة يحاولون قتل المسلح، الذي كان يتحرك ويطلق الرصاص باتجاه المارين، أصابت طلقة قدمه اليمنى، فأعجزته، ووقع على الأرض، لكنه ظل متمسكًا بسلاحه، لعله يصيب المزيد من قوات الأمن، فيما أصبحت الفرصة سانحة أمام صلاح. "اللي يقدر ينقذ روح في الموقف ده مينفعش يتردد"، أخذ صلاح شهيقًا وتحرك في خطوات سريعة، كانت المسافة بين "الكشك" وموقع المسلح تقل عن 3 أمتار.

وصل عم صلاح إلى المسلح، انقض عليه، أمسك منه سلاحه، فوهة الآلي تلمس صدر صلاح، فيما يركز على "خزينة الطلقات"، أمسك بها، فاجأه المسلح بكلمات لا يفهم مغزاها "أنت مش عارف حاجة"، لم يهتم صلاح بما يقول، فك "الخزنة"، وضربه بها على رأسه، مما أفقده الوعي، قبل أن يتجمع العشرات من أهل المكان فوق جسده، حتى استلمته قوات الأمن. وأسفر الهجوم المسلح، الذي وقع على كنيسة مارمينا بحلوان، عن سقوط 8 ضحايا من الأقباط، وأمين شرطة، بحسب البيانات الرسمية. "عم صلاح ده بطل".. كلمات يتداولها جيران الرجل، بينما يجلس هو في سكينة في الجهة المقابلة لمنزله قائلاً "ياما شوفنا الموت قدام عنينا".

لحظات الهجوم أعادت لابن منطقة حلوان ما كان يفعله قبل 30 عامًا "كنت بخدم في الجيش في سلاح المهندسين، فرقة تفكيك الألغام". حينها أبصر صلاح الموت لأول مرة مع زملائه في الخدمة، ولهذا لم يكن عسيرًا أن يتقدم الرجل نحو المسلح، من كان بالنسبة له "عدوًا" يتربص به، بأهل منطقته الآمنين، حتى تمكن منه.