بيروت ـ جورج شاهين
كشف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب اللبناني وليد جنبلاط،، أنه اتفق مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في باريس "على موقف مشترك لناحية رفض القانون الارثوذكسي، لأنه يخالف العيش المشترك والميثاق الوطني ويضرب كل العلاقات الاجتماعية في الوطن الواحد"، بينما لم يتفقا "على قانون الخمسين دائرة أو الدوائر الصغرى، ولكن بكل شفافية وود". ووصف جنبلاط في حديث الى تلفزيون "المستقبل" مبادرة الحريري بأنها "ممتازة" وتابع القول "ففي ما يتعلق بمجلس الشيوخ هي خطوة متقدمة. ونتمنى على الساسة جميعا بأن نخرج من قوقعة الطائفية. لكن بما أننا لا نستطيع في الوقت الحاضر لا بد من إنشاء مجلس شيوخ كما أقر اتفاق الطائف لأنه يخلق نوعا من التوازن". كذلك وصف جنبلاط موقف الحريري من الزواج المدني بأنه "ممتاز لأنه لا إكراه في الدين، وهناك المئات من اللبنانيين يذهبون الى بعض الدول ليتزوجوا مدنيا ومن ثم يستطيعون أن يسجلوا هذا الزواج في الدوائر الرسمية اللبنانية، فلتكن فرصة للزواج المدني الاختياري"، معتبرا "ان مفتي الجمهورية جعل معظم المسلمين مرتدين وخاصة تركيا". وقال: "اننا ذاهبون نحو الانتخابات، وعلينا أن نخلق تصورا ليكون هناك إجماع عليه كي يكون هناك حوار في ما بعد لتنقية النفوس، فالطروحات المطروحة كل فريق من خلالها يحاول أن يلغي الآخر، ولكن لا أحد في لبنان يستطيع أن يلغي الآخر، لذلك لا بد من التوافق ونحن سنبحث مع كل الأفرقاء، ونحن منفتحون على جميع الطروحات ولكن لا نقبل أن نلغى". وأشار إلى أن هناك مدة زمنية لموعد الانتخابات "هي خمسة أشهر، فلا بأس بالوصول الى اتفاق لأننا لا نستطيع التهرب من الانتخابات لأنها استحقاق دستوري وشعبي، كذلك علينا أن نبعد الوضع الاقليمي عن شؤوننا الداخلية واستطعنا حتى هذه اللحظة نظريا أن ننأى عن أنفسنا من استيراد الازمة السورية الى لبنان، آخذين في الاعتبار أن فريق "حزب الله" يقاتل في سورية وبعض الفرقاء الآخرين أيضا يقاتلون، كان من الأفضل ان نبقى على الحياد وندعم الثورة السورية معنويا وسياسيا ولكن لا نتدخل في الشأن السوري، فالمعادلة الاقليمية أقوى بكثير، حيث هناك دول تتصارع على سوريا وفي هذا المجال الشعب السوري هو من يدفع الثمن". وعن موضوع عرسال، قال جنبلاط انه لا يملك معلومات دقيقة حول الحادث "ولكن كما قلت في السابق علينا أن نعزز ونثق بالجيش اللبناني وبالأمن الداخلي، بعض الأحداث تحدث في طرابلس ولكن الأمن اليوم مضبوط وتحصل في مناطق أخرى والجيش يقوم بواجباته". وفي الشأن السوري، اعتبر "أن هناك دولا كبرى تتصارع على سوريا وهي دولة أساسية ومركزية في الشرق العربي بغض النظر عن النظام، وآمل أن تتوصل الدول إلى رؤية موحدة لتفسير مؤتمر جنيف لأنه حتى الآن يقتل من الشعب السوري المئات والعشرات يوميا ولم نزل في مرحلة تفسير المؤتمر"، مشيرا الى "أن المجلس الوطني وعد في السابق، وكذلك الائتلاف، بتلقي الدعم وهم يذهبون من مؤتمر الى مؤتمر ولكن على الأرض كلام بكلام ولم تعط الثورة السورية إمكانات الصمود الكافية، الوعود شيء وعلى الأرض شيء آخر". وقال جنبلاط إن النظام السوري "ساقط. هذا النظام لن يستطيع البقاء سينتصر الشعب السوري، ولكن الكلفة ستكون هائلة، مع الأسف معظم أصدقاء الشعب السوري كلامهم عال وعلى الأرض لا شيء. ولولا بطولات الجيش الحر والشعب في الاستيلاء على قواعد عسكرية ومعدات لما كانوا تحدوا جبروت هذا النظام، مع الأسف الصراع هو على مستقبل سورية، وهو صراع اقليمي ودولي، بشار الأسد دمر البلاد ولكن لن يبقى". وختم بالقول: "ليس هناك ثورة لا تمر بمرحلة الفوضى، وأرقى البلاد التي شهدت ثورات مرت بمراحل فوضى. فالثورة الأميركية مرت بحرب خمس سنوات ومن ثم استقرت، وأيضا فرنسا".