البحر الأحمرـ صلاح عبدالرحمن
شهدتْ شواطئ البحر الأحمر في الآونة الأخيرة، الكثير من التعديات بسبب المشاريع السياحية، ما أدى إلى تناقص شديد في الموارد الطبيعية، وأهمها؛ أشجار المانجروف، والتي تعتبر مملكة متميزة ومتواجدة بكثرة على طول ساحل الغردقة وسفاجا، ولكن الانقراض بدأ يُطاردها نظرًا إلى كثرة القرى السياحية وغيرها من الأنشطة البشرية، وحلَّت محلها الموارد البحرية الأخرى، مثل: أعشاش السلاحف، والطيور. وتُشكِّل مناطق المانجروف، عوائل للكثير من الكائنات المتوطنة، والنادرة، والمُعرَّضة لخطر الانقراض من النباتات والحيوانات المائية والبرية، بالإضافة إلى أنها توفر حماية طبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها، حيث تقاوم عوامل النحر الناتجة من الأمواج. وتوجد المانجروف، على ساحل البحر الأحمر الغربي في مصر، في نطاق محافظة البحر الأحمر، في ما يقرب من 25 منطقة، حيث تعتبر من أهم النباتات التي تساعد على عملية التوازن البيئي؛ لأن أشجار المانجروف هي الملجأ للكثير من الطيور المهاجرة، التي تستريح فيها أثناء هجرتها، وتبني أعشاشها فوق أشجارها، وتبيض الطيور في تلك الأماكن الآمنة. وتُعد جذور أشجار المانجروف ملاذًا للكثير من القشريات، مثل: الإستكاوزا، والجمبري، والأسماك، مثل: السلمون، والبورس، والسطل، وأنواع أخرى كثيرة، إلى جانب عشرات من أنواع الطحالب ذات القيمة الغذائية العالية. وتقوم أشجار المانجروف كذلك بمنع نزول الطمي الذي يحمله السيل معه، ويهدد نمو الشعاب المرجانية، والحياة البحرية بالخطر، وأوراق وأغصان المانجروف الجافة تُمثل غذاء للأسماك والقشريات والكائنات الحية، وتعمل أشجار المانجروف على تثبيت الشريط الساحلي، لذلك فإن غابات المانجروف تؤدي خدمات بيئية كبيرة.