دراسة جديدة تشدد على أهمية تدارك التغير المناخي قبل عام 2100

كشف باحثون أميركيون، أنه من الممكن تدمير البشرية عن طريق التغير المناخي "الكارثي" الذي سيحدث في القرن المقبل، وذلك بعد أن أجروا حسابات على أساس ارتفاع درجة الحرارة في 2100، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالوا إن البشرية تنتظر خبرًا مروعًا وصادمًا يفيد بأن تغييرًا سيطرأ من 1 إلى 20 درجة مئوية سيقضي على البشرية خلال المائة عام المقبلة، وذلك نتيجة للأحداث ذات الاحتمالية المنخفضة والتأثير المرتفع المرتبط بتغير المناخ.
 
وأشار الباحثون إلى أن زيادة التغير المناخي لثلاث درجات مئوية يمكن أن يؤدي إلى آثار كارثية، أما الزيادة أكثر من 5 درجات مئوية لن يتم معرفة عواقبها التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير الحياة ونهايتها.
 
ومن جانبه، أوضح فيرابادران راماناثان، أستاذ علوم المناخ والغلاف الجوي في جامعة كاليفورنيا: "عندما نقول 5% زيادة محتملة في الأحداث ذات التأثير المرتفع، فالناس سيرفضوها لأنها تبدو صغيرة ولكنها تعادل واحد من 20 فرصة لتحطم المستوى".
 
وقد استخدم الباحثون في معهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، هذه الحسابات في محاولة لتوضيح الوضع الذي يواجه الكوكب حاليًا، وقاموا بإجراء حسابات لمعرفة ما سيحدث إذا ارتفعت درجات الحرارة بدرجات متفاوتة بين الآن و2100، وقال راماناثان: "لن نصل أبدًا إلى انحدار المستوى عند احتمالية واحدة من 20، ولكننا على استعداد لإرسال أطفالنا وأحفادنا لذلك المستوى".
 
وينبع تقييم مخاطر هذه التغيرات، من الهدف الوارد في اتفاق باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ، والذي اتفق الجميع فيه على أن يبقى المجتمع في متوسط درجات الحرارة العالمية، أي يكون أقل بكثير من درجة حرارة تبلغ 2 درجة مئوية عما كان عليه قبل الثورة الصناعية، وحتى إن تحقق هذا الهدف، فإن زيادة درجة الحرارة العالمية البالغة 1.5 درجة مئوية لا تزال تصنف على أنها "خطرة"، مما يعني أنها يمكن أن تسبب ضررًا كبيرًا للنظم البشرية والطبيعية، أما إذا زادت درجة الحرارة عن 3 درجات مئوية، قد يؤدي إلى ما يعنيه الباحثون من آثار كارثية على العالم، أما الخطر الحقيقي، إذا زادت درجة الحرارة عن 5 درجات مئوية، فمن الممكن أن تؤدي إلى عواقب "غير معروفة" تصفها بأنها تتجاوز الكارثة بما في ذلك التهديدات الوجودية المحتملة.
ووفقًا لـ"الديلي ميل" يثار شبح التهديدات الوجودية لتعكس المخاطر الكارثية على صحة الإنسان وانقراض الأنواع من الاحترار إلى ما بعد 5 درجات مئوية، والتي لم يشهدها العالم على الأقل خلال الـ 20 مليون عام الماضية.
 
وقد وضع الدكتور راماناثان وزميله طالب الدراسات العليا السابق في جامعة سكريبس يانجيانغ شو، وهو الآن أستاذ مساعد في جامعة تكساس، ثلاث أستراتيجيات لمنع حدوث هذه التهديدات، فينبغي أن تقترن التدابير المكافحة، من خلال الحد من استخدام الوقود الحفري وانبعاثات ما يسمى بالملوثات المناخية القصيرة الأجل مثل السخام والميثان ومركبات الكربون الهيدروفلورية التي يحتاجها العلماء لتلازم الجهود النشطة لاستخراج ثاني أكسيد الكربون من الهواء وحجزه قبل أن ينبعث منه، وستقضي هذه المحاولات، تحقيق هدف اتفاق باريس الذي اتفقت عليه البلدان في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ الذي عقد في تشرين الثاني / نوفمبر 2015.
 
وأكد الباحثون أن معظم الأساليب التكنولوجية اللازمة للحد بشكل كبير من انبعاثات الملوثات المناخية قصيرة العمر موجودة بالفعل وتستخدم في كثير من البلدان المتقدمة النمو، وهي تتراوح بين محركات الديزل الأنظف والبنية التحتية لالتقاط الميثان.