دمشق - العرب اليوم
تحدث الفنان دريد لحام عن تجربته في التمثيل رغم أن اختصاصه الأكاديمي كان في مجال الكيمياء، مشيرًا إلى أنّ الأساس هو ممارسة المهنة وبعد سنوات طويلة في العمل قال “أمامي الكثير لأتعلمه في مجال التمثيل”.
وأضاف لحام خلال الندوة الثقافية التي أقامتها جمعية "عين الفنون"، أنّ "العناوين التي تم طرحها في مجال الدراما بين من يجدها مزدهرة بدليل أنه تم إنتاج ما يقارب 30 مسلسلا هذا العام، حيث ركز على الكم دون النوع وبين من قال إن الدراما السورية “انهارت” وهذا بحد تعبيره ظلم لها وخاصة مع وجود أعمال جديرة بالاحترام مركزا على كلمة “تراجع التي تعد أكثر عدالة لتوصيف حال الدراما السورية”".
ورأى لحام أن أخطر ما تعرّضت له الدراما السورية هو “مسالة الهوية”، موضحًا أن “الأعمال التي اتكلت على الهوية السورية ومنها مسلسلات الأبيض والأسود حاضرة بقوة إلى الآن ومنها التي اتكلت أيضا على أعمال أدبية والتركيز على الهوية يجعل العمل أكثر خلودا”، وانتقد لحام وقوف الممثلين السوريين مع غير السوريين في الأعمال المشتركة، مشيرًا إلى أنّ “بعض المشاهد تهبط عندما يقف الممثل السوري خريج المعهد وصاحب الموهبة عالية المستوى مع ممثل لا يحمل نفس إمكانياته بحجة تسويق العمل”.
وطرحت المخرجة رشا شربتجي، العديد من النقاط من منطلق تجربتها، موضحة أنّ “الدراما السورية محترمة وأغلب العاملين في المجال يجمعون على أنه قبل الحرب التي تتعرض لها سورية كان هناك بعض المشاكل التي تفاقمت حاليا، لدينا أزمة نص منذ بداية 2010 حيث أن تراجع النص والأفكار المقدمة الآن بات أكثر وضوحا بسبب غياب عدد كبير من الكتاب المحترفين والكوادر الشابة” مبينة أن المشكلة “هي عدم وجود نصوص لها علاقة بالمرحلة والمناسبة لحالة التسويق”، كما تعاني الدراما السورية بحسب شربتجي من غياب مجموعة كبيرة من الكوادر الفنية والفنانين مضيفة “هناك بكل تأكيد عدد مهم من النجوم السوريين داخل سورية لكن زيادة عدد المسلسلات المنتجة ستؤدي إلى تفاوت السوية الفنية”.
ولفتت شربتجي إلى خوف المنتجين من السخاء على العمل من منطلق الربح والخسارة إضافة إلى تحكم رؤوس الأموال والمحطات العربية بهوية العمل أو أفكاره “وهذا كان موجودا قبل الحرب في محاولة منهم لطمس هوية العمل السوري بشكل عام كونه كان مطلوبا بشكل كبير، الأعمال كان لها هوية واقعية سورية من خلال تجسيد حياة العائلات السورية ببساطتها وقربها من الناس وأنا أرى أنه كلما أغرقنا بمحليتنا رغم مشاكل التسويق سنكون اكثر وجودا”، والأزمة الكبرى كما تراها شربتجي هي في التسويق،والحلول ليست فردية بل يجب أن تكون جماعية من خلال إيجاد معادلة أساسية في تسويق الأعمال وهي “المحطة والمنتج والمعلن” داعية إلى إيجاد اتحاد لشركات الإنتاج لدعم الدراما السورية والتسويق السليم لها.
وأكدت شربتجي أهمية الإنترنت وإيجاد قنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنها اليوتيوب تساهم برفع المستوى الفني، داعية إلى أن تكون هناك أيضا مسابقات مجزية لكتاب النصوص إضافة إلى إقامة ورشات عمل في مجال كتابة السيناريو بإشراف كتاب محترفين، كما انتقد مصطفى الخاني عدم وجود نقد حقيقي يهدف إلى وضع الحلول ويحلل الواقع الدرامي بشكل عام وقال إنّه “يجب ألا تتحوّل الحرب على سورية إلى شماعة نضع عليها مشكلات الدراما” معتبرا أن الأداء الإعلامي “لم يسهم إلى الآن في صناعة الدراما وتسويقها عربيا وإبراز النجوم السوريين بالشكل اللائق”.