البدء بتنفيذ انسحاب المسلحين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية

أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، الثلاثاء، عن البدء بتنفيذ انسحاب المسلحين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، وأنها اتفقت مع لجنة المصالحة الخاصة بالمخيم على إدخال وفد فني وهندسي من الجبهة، واللجنة الأمنية، للكشف عن الألغام والمتفجرات، وتثبيت الحواجز على الفور في المخيم ، ووضع آلية وترتيب انسحاب المسلحين إلى ما بعد ساحة الريجة.
وأوضحت الجبهة، في بيان لها، عقب اجتماع عقدته مساء الليلة الماضية مع لجنة مصالحة مخيم اليرموك، أنها "اتفقت في هذا الاجتماع على خطوتين هامتين، بحيث يتم تنفيذ الخطوة الثانية بعد إنجاز الخطوة الأولى" .
وبيّنت أن "الخطوة الأولى تتضمن دخول وفد فني وهندسي من الجبهة الشعبية القيادة العامة، واللجنة الأمنية المشكلة، للكشف عن الألغام والمتفجرات, وتثبيت الحواجز على الفور، ثم وضع آلية وترتيب انسحاب المسلحين إلى ما بعد ساحة الريجة".
وأضافت الجبهة أنه "سيتم  تشكيل لجنة أهلية، بالتوافق، وتزويدها بقوة شرطية، وتتولى مع لجنة الفعاليات الشعبية والتنظيمية العمل على إخلاء المنازل، العائدة لأبناء المخيم من العائلات النازحة، التي جاءت من خارج المخيم، وإعادة هذه البيوت لأصحابها، والأمر نفسه ينطبق علي المحال التجارية".
وأكّدت الجبهة أنه "سيتم، الثلاثاء، حصر أسماء من يرغب من المسلحين بتسوية أوضاعه، بحيث تنظم قائمة بأسماء هؤلاء، وحصر نوعية الأسلحة، وأرقامها، التي يمتلكونها، ورفعها إلى الجهات المختصة".
وكشفت الجبهة عن أنه "جرى التعامل مع المسلحين المحسوبين على حركة حماس، والعناصر التابعة لها، بشكل فردي، وليس كتنظيم، وتسوية أوضاعهم علي هذا الأساس".
وأردفت الجبهة أن  "الخطوة الثانية هي إدخال أدوية ولقاحات وحليب أطفال".
وختمت الجبهة الشعبية القيادة العامة بيانها بالقول "نؤكد لشعبنا وأهلنا في مخيم اليرموك أن الأمور تسير لغاية الآن بشكل جيد، ودون عقبات تذكر".
يذكر أن مخيم اليرموك يعيش منذ أكثر من 130 يومًا تحت الحصار الخانق من طرف الجيش النظامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة – العامة)، والذي أدى إلى نفاد جميع المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال والمحروقات فيه، كما نجم عنه موت العديد من أبناء المخيم، وشلل في قطاع الخدمات الأساسية كافة، من ماء وكهرباء واتصالات.
وحسب إفادة أحد أبناء المخيم فإنه، ورغم الحديث عن المبادرة الأخيرة، إلا أنه لا يعول كثيراً عليها، ويعزو سبب تشاؤمه ذلك إلى أنه "لو كانت تلك الأطراف لديها النية الصادقة لتنفيذ بنود الاتفاق لسارعت على الفور إلى إدخال المواد الغذائية والخبز، لتسد بها رمق أهل المخيم، الذين يتضورون جوعاً"، وأضاف "لقد شهدنا مبادرات كثيرة، لكنها بقيت حبراً على ورق، وذهبت أدراج الرياح، بسبب عدم وجود ضمانات حقيقية لها من الطرفين".
وأصدرت الهيئات والمؤسسات الفلسطينية العاملة في مخيم اليرموك بياناً، أعلنت فيه عن دعمها لأية مبادرة تتضمن عودة جميع الأهالي النازحين إلى مخيمات اللجوء، والحفاظ على من تبقى من الأهالي الصامدين في مخيم اليرموك، وحماية الجرحى المدنيين وضمان سلامتهم، والإفراج عن المعتقلين ممن لم يثبت تورطهم بالدماء.
وشدّدت المؤسسات على ضرورة التنسيق والعمل المشترك لتحقيق المصالحة العامة، كونها جزء أساسي من المساعي المبذولة لحل مشكلة مخيم اليرموك، وأن ما قامت به خلال الفترة الماضية في مخيم اليرموك وخارجه كان لدعم صمود أهلنا والتخفيف من معاناتهم، في ضوء غياب أصحاب الاختصاص والمعنيين.