بغداد - نجلاء الطائي
جدد إمام وخطيب الجمعة في النجف الأشرف صدر الدين القبانجي، الجمعة، دعوته إلى تسليم الملف الأمني إلى منظمة "بدر"، مؤكدًا أنها ليست دعوة لإدارة البلاد عبر الميليشيات، بل من قبل العناصر الكفوءة، وفي حين عد تفجيرات مدينة الصدر والأعظمية بأنها محاولات لجر البلاد إلى حرب طائفية جديدة، أشاد بنجاح انتخابات كردستان.
ومن جانبه، أكد خطيب وإمام جمعة الفلوجة علي البصري، الجمعة، أن المعتصمين في العراق لايثقون بالساسة والحكومة، فيما منح فرصة للسياسيين العراقيين، بعد توقيعهم وثيقة الشرف، لتنفيذ مطالب المعتصمين، داعيًا ساحات الاعتصام إلى عدم الالتفات إلى تهديدات رئيس الوزراء نوري المالكي، مطالبًا الأخير بتقديم استقالته، والاعتذار إلى المعتصمين، والشيعة، بسبب تهجمه عليهم.
وقال البصري، خلال خطبة صلاة الجمعة، التي أطلق عليها اسم "الوفاء أم بحر الدماء"، أن "المعتصمين في العراق لا يثقون بالساسة والحكومة، التي لم تنفذ مطالبهم، منذ أكثر من تسعة أشهر، لكننا، وبعد إعلان وثيقة الشرف، سنعطيهم فرصة، رغم أننا لدينا أمل ضعيف من صدق نواياهم"، داعيًا جميع ساحات الاعتصام إلى "الصبر والثبات، وعدم الالتفات إلى اتهامات المالكي ضدهم، كونكم أهل حق، ونحن لا ننكر دور شيوخ العشائر من دعم ومساندة مطالبنا، وسوف نواصل السير خلف علمائنا وفقهائنا، ونرفض أية محاولة للتسقيط ضدهم، ونلتزم بفتاوى علماء أهل السنة والجماعة"، وأضاف "إننا نوجه للمالكي نصيحة عليه تنفيذها، وهي تقديم استقالته واعتزال السياسة، كونه شخص لا يستطيع إدارة البلاد، بسبب استمراره في اتهام المعتصمين، ومن يقف على منصات الاعتصام، وتوجيه التهديدات لهم عبر وسائل الإعلام، ولكننا سنصمد، حتى تحقيق المطالب والحقوق"، متسائلاً "لماذا المالكي لا يهدد المليشيات، ممن يستهدفون أهل السنة، وهو يهدد ببحر من الدماء ضد الأبرياء، لماذا لم يوجه المالكي بمحاسبة القتلة، الذين هجروا أهل السنة في البصرة وديالى وحزام بغداد، لكننا نرد على المالكي وحكومته، من ساحة اعتصام الفلوجة، أحد، أحد".
وأشار البصري إلى أن "المالكي اتهم المعتصمين بأنهم يتهمون ويتهجمون على الشيعة"، وتابع مخاطبًا المالكي "هل وصل الحال بك إلى التفرقة بين أبناء الشعب بعد الإفلاس السياسي، يا رئيس الوزراء، نحن لسنا دعاة طائفية، ونطالبك بتقديم الاعتذار المباشر والعاجل للمعتصمين والشيعة على حد سواء".
وفي النجف الأشرف قال القبانجي، خلال خطبة صلاة الجمعة، التي أقيمت في الحسينية الفاطمية في محافظة النجف، أن "استهداف مجالس عزاء أهالي مدينة الصدر فاجعة وكارثة، وما استهدافهم إلا لحبهم أهل البيت، وبعدها حدثت جريمة اعتداء أخرى في الأعظمية، ونقدم تعازينا لأهالي مدينة الصدر والأعظمية لفاجعتهم، وهي محاولات لجر البلاد إلى حرب طائفية جديدة".
وأضاف القبانجي أنها "ليست غلطة أمنية بل مشكلة أمنية"، موضحًا أن "أحد عوامل الأزمة هي المشاكل السياسية، وأحد عوامل الأزمة هي الأجندات الخارجية"، مؤكدًا أن "هناك اختراقًا في أجهزتنا الأمنية، ونحن اليوم في حاجة إلى إعادة النظر في إدارة الملف الأمني"، مجددًا الدعوة لتسليم الملف الأمني إلى البدريين، وإلى قيادة بدر، معتبرًا أنها "ليست دعوة إلى إدارة البلاد عبر الميليشيات، وإنما إدارة الملف الأمني من قبل العناصر الكفوءة"، مشيرًا إلى أن "الحكومة أعلنت أنها مستعدة للاستجابة لمطالب أهالي الأنبار المشروعة، وهناك مطالب غير مشروعة، والمطلوب من أهالي الأنبار أن يأخذوا استحقاقاتهم المشروعة، وأن يحذروا من المندسين بينهم، الذين يريدون الانقلاب على التجربة العراقية"، مُبينًا أن "الإصرار على أن تبقى الأزمة دون حل، ليس في مصلحة الجميع، والدعوة إلى تشكيل إقليم سني قضية دستورية، ونحن نتبناها، لكن ليس على أساس طائفي، ومع ذلك على الدولة أن تدرسه إذا كان هذا هو الحل".