دمشق - جورج الشامي
شهدت معضمية الشام في الريف الدمشقي، اليوم الخميس، اشتباكات متفرقة، ومحاولات عدَّة لقوات الحكومة لاقتحامها، فيما تعرضت قرى قرب السلمية في حماة لقصف عنيف وسط اشتباكات في محيطها، في حين قال لواء "الأنصار" في حلب أن قتل 11 عنصرًا حكوميًا بينهم ضابط، اليوم الخميس، في المدينة.
وأكَّد المرصد السوري لحقوق
الإنسان أن القوات الحكومية مدعمة بقوات "الدفاع الوطني" وعناصر "حزب الله" اللبناني ومقاتلي "لواء أبو الفضل العباس"، الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية، سيطرت على بلدة السبينة الواقعة في ريف دمشق الجنوبي، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "الكتيبة الخضراء" التي تُعرَف باسم كتيبة "الاستشهاديين"، ومجموعة كتائب مقاتلة أخرى، منذ نهاية الشهر الماضي، حيث تزامنت الاشتباكات خلال الأيام الفائتة، مع قصف من القوات الحكومية على مناطق في البلدة، وحالات نزوح لأهالي البلدة إلى المناطق المجاورة، ومعلومات مؤكَّدة عن سقوط خسائر بشرية من الطرفين.
وتعرضت مناطق في بلدة حرزما في ريف دمشق لقصف من قبل القوات الحكومية مما أدّى لسقوط جرحى، كما استهدفت الكتائب المقاتلة بعبوتين ناسفتين آليَّة لقياديين في "اللجان الشعبية" الموالية للحكومة عند حاجز الديرعلي، مما أدى لتصاعد دخان كثيف من المنطقة، وأنباء عن قتلى وجرحى من "اللجان الشعبية" الموالية للحكومة.
وفي درعا قصفت القوات الحكومية مناطق في حي طريق السد، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.
وأفادت مصادر مقرّبة من دولة الإسلام في العراق والشام "داعش" أنها تمكنت من أسر 30 عنصراً من "حزب الله" و"الحرس الثّوري" الإيراني قرب المحطة الحرارية في السفيرة.
وأشارت المصادر إلى أن "الدولة" تمكنت من أسر العناصر خلال كمين نصبته لهم قرب المحطة الحرارية، من دون أن تقدم أية تفاصيل إضافية.
فيما حذّر "لواء الأقصى" في حلب "داعش" من انسحاب مقاتليه من جبهة إكثار البذار الإستراتيجية لاستمرار سوء المعاملة والإساءات لمقاتليه.
وتمنى "اللواء" كفّ الأذى عن مقاتليه، وإلا فسوف يضطر لسحب مقاتليه من الجبهة وإخلائها.
وأشار البيان إلى "اختفاء قائدين لإحدى كتائبنا مع أسلحتهم وآلياتهم"، محملاً "الدولة" مسؤولية ذلك.
ونفى اللواء في البيان علمه ببيان الفرقة 16، وأكد على إعلانه من دون الرجوع إلى قيادة اللواء، مشددًا على عدم مقاتلته لمجاهدي "الدولة".
وختم اللواء بيانه بـ "نحيطكم علمًا أننا لم نحاربكم ولم نوجه لكم الإساءة فأنتم إخوتنا في الدين، ونحن أبرياء من البيان الذي أصدرته الفرقة 16، وتم إصداره من دون الرجوع إلينا، ويمكن التأكد من خلال صفحة اللواء على "فيسبوك".
من جهة أخرى، أعلن لواء "الأنصار" المشكّل لهيئة حماية المدنيين في الشّمال السوري، مقتل 11 عنصرًا من قوات الحكومة بينهم ضابط في حلب.
وأشار اللواء في بيان له إلى أن قتلى الحكومة سقطوا إثر استهداف تجمع لهم في الأكاديمية العسكرية بصاروخ "غراد".
وفي العاصمة السورية دمشق دارت، اليوم الخميس، اشتباكات عنيفة على الجهة الشمالية الغربية من مدينة المعضمية في ريف دمشق الغربي، بعد أن حشدت قوات النظام أرتالاً جديدةً من العربات والدبّابات لاقتحامها.
حيث تعرّضت المدينة لقصفٍ عنيف من قبل مقرّات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري القريبة من المدينة، في ظلّ حصارٍ مطبق مستمرّ منذ أشهر على المدينة.
ونقل نشطاء مدنيون أنّ دفعات إغاثية من الطحين وصلت إلى مستودعات المدينة المحاصرة، الأربعاء، بعد أن قامت مجموعة من الناشطين بمحاولة ناجحة لإدخالها إلى المدينة، وأفادوا أنه ستتم عملية توزيعها على السكان، اليوم الخميس، في حال توفّرت الطرق الآمنة.
وتعرّضت قرية بري الشرقي بالقرب من مدينة السلمية بريف محافظة حماة لقصفٍ مدفعي عنيفٍ، ليلَ الأربعاء، ما أدّى لسقوطِ جرحى ودمارٍ في المنازل.
ونقل الناشط المدني عبدو نصر أن القصف طال قرى أخرى مثل قرية عيدون وقرية تل الحمر، إضافةً إلى سماع آصواتِ اشتباكات في محيط مدينة السلمية استمرت طوال ليل الأربعاء، وحتى ساعات الصباح الباكر.
ولفت نصر إلى أن الدوريات الأمنية والعسكرية جابت السلمية، وتمت إقامة حواجز أمنية جديدة على مداخل المدينة، في ظلّ حالةِ ذعرٍ من قِبل الأهالي والتزامهم للمنازل.