القاهرة ـ أ.ش.أ
صدر حديثًا عن سلسلة آفاق عالمية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن، ديوان "أوراق العشب" لوالت ويتمان ترجمة وتقديم سعدي يوسف، في كتاب من 232 صفحة من القطع الصغير.
فقد عكف ويتمان خلال أربعين عامًا من حياته على عمل شعري واحد يعده وينقحه ويزيد عليه، هو "أوراق العشب" ومع أن طبعه ديوانه الأولى ذات النسخ الثمانمائة كانت على حسابه، ولم تنل اهتمامًا يذكر، إلا أنها كانت في الوقت نفسه إيذانًا بمرحلة جديدة في الشعر الأمريكي.
ونذكر أن المفاجئ في أوراق العشب هو أن ويتمان، وهو المعروف بصحبة سائقي العربات والبحارة والنجارين والجنود، استطاع أن ينتقل بهم من دار العتمة إلى دائرة الضوء، مقدمًا وجوههم وكلماتهم وأعرافهم وآلامهم ومباهجهم وكان حريصًا في تقديمه هذا على أن يمنحهم جميعًا بطاقة تعريف واحدة محترمة، لا نجد فيها غضاضة حين تجمع العاهر والقديس:
إلهي أنا.. مظهرًا ومخبرًا
اجعل كل ما أمسه مقدسًا
وكل ما يمسني مقدسًا
هكذا، نلتقي مع أناس ويتمان: القارئ، والغريب، والعاشقة، والتلميذ، والصياد، والجندي، والعبد الآبق، والرياضي، والعاهرة، وسائق العربة، والمزارع، وقاطع الأخشاب، والساحرة، وهؤلاء الناس ليسوا في قصائد "أوراق العشب" جزءًا من مشهد أو طرفًا بل لهم المشهد كله، يتحركون فيه.