يحقق موقع "زالاندو" الالكتروني المخصص للتسوق نجاحا ساحقا في أوروبا مع ان فكرته بسيطة ومأخوذة من موقع أميركي، وذلك بفضل مستثمرين أقوياء مولوا توسعه السريع جدا. ويبيع "زالاندو" احذية وملابس واكسسوارات في كل انحاء اوروبا الغربية تقريبا وفي البلدان الاسكندينافية. وبفضل موقعه الالكتروني البولندي الذي أطلقه في الفترة الاخيرة ، بدأ ايضا يغزو شرق أوروبا. ويقول مؤسس الشركة ورئيسها روبرت غنتر "نحن ندرس طوال الوقت بلدانا جديدة". ولكن بعد توسع سريع ادى الى افتتاح 13 فرعا في غضون 3 سنوات، لا تعتزم الشركة افتتاح فرع جديد لها هذه السنة. وحققت الشركة التي اطلقت سنة 2008، رقم أعمال قدره 1,15 مليار يورو السنة الماضية، أي اكثر بمرتين من السنة السابقة لها وبعشر مرات تقريبا من العام 2010 وانطلق روبرت غنتز الثلاثيني في هذه المغامرة مع صديقين له سنة 2008، فبدأوا يبيعون عبر الانترنت احذية كانوا يخزنونها في شقة في برلين تستخدم كمستودع ومكتب ومركز للاتصالات الخاصة بخدمة الزبائن. ويقول العالم الاقتصادي يوهانس ايبر ان فكرة "زالاندو" بعيدة عن الابتكار وان نجاحه لم يكن متوقعا عند اطلاقه سنة 2008 نظرا الى ان التجارة الالكترونية كانت منتشرة جدا في تلك الفترة. لكن غنتز يشرح ان "مزيجا من عوامل مختلفة" ساهم في نجاح الشركة. فالمشتريات عبر الانترنت اصبحت رائجة جدا وساهمت حملة ترويجية ضخمة في اطلاق الماركة، بالاضافة الى المستثمرين الذين يتمتعون بروح المبادرات الفردية. وبفضل الاشقاء ساموير الخبراء في مواقع التجارة الالكترونية، حظي "زالاندو" منذ البداية بدعم كبير. فالاشقاء الثلاثة متخصصون في استنساخ مواقع الكترونية حققت نجاحا في بلدان اخرى. وهذه هي حال "زالاندو" الذي استوحي من موقع "زابوس" الاميركي الذي اطلق سنة 1999 واشترته "امازون" سنة 2009. ومن المستثمرين المساهمين في تمويل الموقع، مجموعة "تنغلمان" الالمانية ودار النشر "هولتزبرينك" ومصرف "جاي بي مورغان". ومن حسن حظ "زالاندو" ان الممولين يثقون بنجاحه. فحملات الترويج والتوسع العالمي تكلف كثيرا وارباح الموقع لا تزال منخفضة. وانتقل مقر الشركة من الشقة في برلين الى محطة كهرباء سابقة في حي مترف في برلين. ويعمل في المبنى موظفون قادمون من 35 بلدا. وتضم الشركة في الاجمال الف موظف يبلغ معدل اعمارهم 28 عاما. وترسل "زالاندو" منتجاتها كلها عبر المانيا وتضم مراكز لوجستية عدة، من بينها مركز كبير في ارفورت (شرق). والسنة الماضية، استنكر فيلم تلفزيوني وثائقي ظروف العمل في مراكز "زالاندو"، مبينا عمالا يتقاضون اجورا منخفضة جدا يضطرون الى الوقوف لساعات متتالية. ووجهت "زالاندو" اصابع الاتهام الى المقاولين الذين يديرون بعض مراكزها، واعدة بالاشراف عليهم بشكل افضل.