مفتي الأردن

أشاد مفتي عام المملكة الأردنية الشيخ عبدالكريم خصاونة بمضامين خطاب الملك عبد الله الثاني بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي حذّر فيه من خطر التطرف وآثاره السلبية.

وأكد الخصاونة أمس الأربعاء أن العالم اليوم بحاجة إلى الحب والسلام والرحمة والعدل والتسامح والمساواة والاعتدال والوئام لقول الله تعالى:"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"، وهذه مطالب جلالته كزعيم عربي مسلم ومن الأسرة الهاشمية المباركة، وصاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس. حسبما نشرت وكالة الأنباء الأردنية.

وأوضح الخصاونة أن علاج التطرف لا يكون إلا بتحقيق العدل والمساواة وكف الظلم والعدوان، والأخذ على يد الظالم ونصرة المظلوم، وأن العبادات شرعت في الإسلام لتعويد المرء على الأخلاق الفاضلة والتمسك بها مهما تغيرت أمامه الظروف أو تبدّلت، فالإنسان إذا لم يستفد من عباداته خلقاً حسناً، يطهر قلبه ويزكي نفسه، ويهذب سلوكه مع الله تعالى ومع الناس فقد ضل وهوى، قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

وشدد الخصاونة على حق الفلسطينيين في أرضهم وترابهم الوطني ودولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واحترام التعايش والتعامل الأخلاقي والإنساني بين جميع الشعوب ورفض التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة.

وأشار الخصاونة إلى إن اللسان طريق التواصل، ومن خلاله يصل الإنسان إلى مدارج الكمال المنشود، إذ لا يكتمل التواصل في أقوالنا وأعمالنا ومدارسنا وجامعاتنا وسائر جوانب حياتنا إلا بالكلمة الطيبة، والابتعاد عن الفحش والتفحش، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، فالكلمة الطيبة عند التواصل صدقة.

وبين أن الحقد والبغض والكراهية والتطرف من علامات الجهل والعداوة للإسلام؛ فلا يستريح المتطرفون إلا إذا أرغوا وأزبدوا وآذوا وأفسدوا وقتلوا وعذبوا وحرقوّا، فنبد العنف والتكفير والتطهر من سوء القول والعمل هو حقيقة الصلاة والعبادات كلها، قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، سائلًا الله تعالى أن يحفظ بلدنا آمنا مطمئنا وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن.