الحاجة السورية روز

نزحت الحاجة السورية روز ذات الثمانية والخمسين عاما برفقة ابنها إلى حدود تركيا حتى تظفر بأبسط مقومات الحياة بعد أن أنهكت الحروب جسدها النحيل وشردت عائلتها، وبعد محاولات عدة سابقة لم يكتب لها النجاح للقدوم إلى حج بيت الله، انتقلت الحاجة روز وابنها إلى داخل تركيا عن طريق "التهريب" حتى يظفروا بتأشيرة رسمية لجوزاتهم، لافتة إلى أنها حققت حلمها بالحج قبل وفاتها.

ذكرت الحاجة السورية روز ذكرت أنها تعاني من الضغط والسكر، وحالتها الصحية بدأت في التدهور شيئا فشيئا، بسبب تفكيرها في ابنها المسجون منذ ثلاثة أعوام في دمشق ولا تعلم عنه شيئا حتى الآن.

وأضافت "نزحنا من مدينة حمص السورية إلى ريف أدلب بعد أن دمر نظام الأسد منازلنا، وكنت أرغب في الحج، إذ إنني لم أحج أو أعتمر من قبل، وبعد وصولي إلى مكة ورؤيتي المشاعر المقدسة نسيت ألم وتعب أربع سنوات سابقة من العذاب، وأتمنى أن أموت هنا في أطهر بقاع الأرض".

وذكر ابنها خالد أنهم نزحوا إلى ريف أدلب على الحدود السورية التركية من أربعة أعوام بعد أن دمر النظام السوري البلد وقتل الآلاف، وأكد أن "كانت بداية قصة حجنا حينما توجهنا إلى مكتب للحج على الحد بين تركيا وسورية حتى يتم تأشير الجوازات، وأرسلنا جوازاتنا إلى داخل تركيا، وحصلنا على التأشيرات، وبقيت هناك مشكلة في دخولنا تركيا، لأن المعبر بين سورية وتركيا حاليا مغلق، فاضطررنا الدخول إلى تركيا عن طريق "التهريب" وعانينا كثيرا من هذا الموضوع، وتوجهنا إلى مطار أنطاكية وبعدها قدمنا إلى السعودية"، مشيرا إلى أن نية الحج كانت معقودة قبل سنة من بداية الأحداث في سورية.

وأضاف أنه "بعد الأحداث خرجنا من مدينتنا حمص بعد أن دمرت منازلنا وقتل كثيرون، فنزحنا من مدينة حمص إلى ريف أدلب في منطقة سرمدا على الحدود السورية التركية، وهي منطقة يسيطر عليها الجيش الحر، والحمد لله حققت رغبة والدتي في الحج، على الرغم من معاناتنا خلال دخولنا تركيا بالتهريب في ظل كبر عمر والدتي".