الجزائر – العرب اليوم
أثار حديث وزيرة التعليم الجزائرية، نورية بن غبريت، عن تدريس المواد العلمية في الأطوار التعليمية الثلاثة التي تسبق الجامعة، باللغة الفرنسية بدل العربية، سخط الإسلاميين ورفض نقابات التعليم التي ترى أن الفكرة غير قابلة للتطبيق.
وصرحت بن غبريت أمس الخميس، أن تغيير لغة التدريس في مواد الرياضيات والعلوم التجريبية، جاء بناء على عمل أجرته مجموعة من خبراء البيداغوجيا، في إطار مشروع إصلاح قطاع التعليم الذي تشرف عليه.
وقالت الوزيرة للصحافة إن الفرنسية "هي لغة التواصل الثانية (بعد العربية) في الجزائر، لذلك ليس ممكنا استعمال الإنجليزية بدل الفرنسية في تدريس المواد العلمية". وفهم من كلام بن غبريت أن العربية لا تصلح لتدريس المواد العلمية في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي.
وأوضحت أن "كل المواد العلمية يتم تدريسها في الجامعة بالفرنسية، لذلك من مصلحة أبنائنا أن يدرسوها بالفرنسية قبل التحاقهم بالجامعات والكليات والمعاهد".
ودافعت الوزيرة عن نفسها ضد الإسلاميين والمحافظين الذين يتهمونها بـ"محاولة ضرب الهوية الإسلامية العربية للجزائر"، وقالت: "إن هؤلاء يستعملون الإسلام والعروبة للمتاجرة بعناصر الثقافة الجزائرية". وجاء قرار الوزيرة بعد شهرين من فضيحة تسريب أوراق امتحان الباكالوريا، ما تسبب في إعادة إجرائه.
وكتب البرلماني الإسلامي ناصر حمدادوش بصفحته على "فيسبوك"، أن بن غبريت "تنفذ أجندات حزب فرنسا الحاكم بالجزائر". و"حزب فرنسا"، كلمة شائعة في الجزائر، تطلق على النخبة المفرنسة النافذة في مفاصل الدولة، وهي صاحبة القرار السياسي منذ استقلال البلاد عام 1962. وذكر حمدادوش أن الوزيرة "تشتغل على عودة الاحتلال (الفرنسي) من جديد، فهي تنفذ تعاليمه وفي غفلة من الكثيرين ودون أن ينتفض ضدها أحد". يشار إلى أن العربية هي لغة التدريس، حسب ما ينص عليه القانون التوجيهي الذي يؤطر التعليم بالجزائر.
من جهته، صرح مسؤول "النقابة الوطنية لعمال التعليم"، أن الوزيرة لم تستشر النقابة في هذا الموضوع، معلنا رفضه المسعى على أساس أن المدرسين المتخرجين من "المدرسة العليا للتعليم"، يتلقون تكوينهم باللغة العربية.