اتفق مسؤولون حكوميون وصحافيون على وجود قيود تكبل الصحافة السودانية وتمنعها من أداء دورها بالكامل. وفي احتفال نظمه الاتحاد العام للصحافيين السودانيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الأحد، وصف هؤلاء الرقابة القبلية على الصحف التي يمارسها جهاز الأمن، بالأمر المخالف للقانون والأعراف، وبأنها تقدح في مصداقية الدولة تجاه حرية الإعلام والإعلاميين. إلا أن المسؤولين يعتقدون بوجود دواع أمنية تفرض أشكالا من الرقابة القبلية أو البعدية، وتوقيف وتعليق صدور الصحف. ووجه صحافيون انتقادات للحكومة لما تفرضه من قوانين، يرون أنها لا تتلاءم مع ما تطرحه من مشاريع وطنية، تبدو في ظاهرها جامعة للكل. وأكد وزير الإعلام -الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية- أحمد بلال عثمان حق الصحفيين في تلقي المعلومة الصحيحة، "لأنها تمثل رأس الخيط بين الحاكم والمحكوم". واعترف الوزير بأن القيود الحكومية تسببت في توقف عدد من الصحف والكتاب الصحفيين، وعبر عن عدم سعادته بذلك، إلا أنه يرى إمكانية اللجوء لتلك الإجراءات في حالة الحرب أو التعبئة العامة "لكي نوقف الانتقادات والحديث في الأشياء الأمنية". وأضاف الوزير في كلمته أن الحكومة ستسعى لإزالة العقبات أمام الصحافة، ولإرجاع الموقوفين عن الكتابة لممارستها. وقد أكد الاتحاد العام للصحفيين السودانيين تمسكه بالحريات الصحفية، ورفضه لأي إجراءات استثنائية في حق الصحفيين والصحف بالبلاد. ودعا في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إلى وقف كافة أشكال الرقابة على الصحف، وإيقاف الصحفيين ومنع بعضهم من الكتابة، داعيا في الوقت ذاته للاحتكام إلى القانون في المخالفات الصحفية. وأبدى الاتحاد رفضه لفكرة إنشاء نيابات للصحافة بولايات السودان المختلفة "لأنها تمثل نوعا من أنواع محاربة الصحافة والصحفيين"، وطالب بتطبيق العقوبات المدنية في قضايا النشر الصحفي، بدلا من العقوبات الجنائية. الصحافي شبشة: لا توجد حرية مطلقة (الجزيرة) وفي هذا السياق، أشار الأمين العام لاتحاد الصحفيين السودانيين الفاتح السيد إلي توفر الحريات الصحفية بالبلاد "باعتراف السفراء الأجانب بالسودان" وقال إن الدستور السوداني كفل الحريات الصحفية وحرية التعبير. بينما يعتقد الصحافي الطيب شبشة عدم وجود حرية مطلقة "حتى في الدول الكبرى"، مشيرا إلي تمتع السودان بقدر كبير من حرية الصحافة، بحسب قوله. ويرى شبشة في تعليقه للجزيرة نت أن هناك منظمات غير محايدة "وتدفعها أجندة سياسية في سبيل اتهام السودان بانتهاك حرية الصحافة"،  لكنه دعا إلي عدم فرض أية رقابة أمنية قبيلة على الصحف "على أن تفعل الرقابة الذاتية المشحونة بحب الوطن والانتماء" بحسب قوله. ومن جهته، يقول الصحافي محمد الحسن الطاهر إن الأجواء السياسية السودانية مشحونة بالتوترات والصراعات المسلحة "وبالتالي على الصحافة أن تتعامل بشيء من الحذر في نشر المعلومات". ودعا الطاهر في تعليق للجزيرة نت إلى مشاركة الصحفيين في وضع الدستور المقبل، حتى يكونوا أكثر دراية بالأهداف القومية للبلاد.