ارتفاع تكلفة المصاريف التشغيلية للمذيعات في القنوات المحلية يدفعهن إلى هجرة هذه القنوات والتوجه إلى القنوات الخاصة التي تتكفل بالمصاريف التشغيلية ''اللبس والمكياج والاكسسوار''. وأوضح عدد من المذيعات في القنوات المحلية التقتهن ''الاقتصادية'' ارتفاع تكلفة ظهور المذيعة في الإعلام المرئي خاصة أن المذيعة هي من تتحمل التكلفة، حيث تستولي مصروفات الظهور على أكثر من نصف المردود المالي وتعتمد على عدد أيام الظهور في التلفزيون. فيما ذكر عدد منهن في القنوات الخاصة أن القناة هي التي تتحمل المصروفات التشغيلية عبر عقود مبرمة مع شركات عالمية للملابس والمكياج تتكفل بتجهيز المذيعة للظهور، نظرا لاهتمامها بظهور المذيعة الذي ينعكس على القناة. وأشارت منى أبو سليمان مقدمة برنامج ''كلام نواعم'' في قناة إم بي سي إلى أن تكاليف ظهور المذيعات عالية، فمظهر المذيعة يمثل القناة التابعة لها. وقالت: ''رغم ارتفاع تكاليف ظهور المذيعة من لبس ومكياج واكسسوارات، إلا أنه لا بد منه باعتباره جزءا من العمل''. وأوضحت أن السنوات الثلاث الأولى من عمل المذيعة لا تستطيع فيها توفير جزء من المردود المالي لها، فأغلب المردود يصرف على المظهر وهو ما يعتبر مكلفا إلى حد ما. وشددت منى أبو سليمان على ضرورة تحديد ميزانية للمصروفات التشغيلية وعدم صرف جميع المردود المالي على هذه الأمور، التي تعد من أكبر نقاط ضعف المرأة، فأكثر مصاريف المرأة توجهه إلى المظهر. وقالت: من المفترض ألا تزيد المصروفات الظهور على 30 في المائة، وأن تقوم بعمل ميزانية تقسم على أثرها المردود المالي بتخصيص 30 في المائة المصروفات الظهور و30 في المائة المصروفات منزلية و30 في المائة ادخار و10 في المائة للطوارئ. فيما أوضحت المذيعة خلود النمر مذيعة في قناة روتانا أن القناة هي التي تتحمل المصروفات التشغيلية للمذيعة من ''اللبس والمكياج والاكسسوار'' وذلك عبر شراكات مع شركات عالمية للملابس والمكياج. وهو الأمر المعمول به في أغلب القنوات. لافتة إلى أنه من غير المنطق أن تتحمل المذيعة تكلفة ظهورها خاصة في البرامج اليومية التي تتطلب ظهورها والتجديد والتغيير اليومي. وأشارت إلى أنه من الصعب أن تتحمل المذيعة ذلك لما فيه من إجهاد على المذيعة يؤثر في أدائها، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الظهور بمظهر يليق بالقناة والبرنامج. وشددت على اختلاف اللبس والمكياج من قناة إلى أخرى ومن برنامج إلى آخر، فالظهور الصباحي يختلف عن الظهور في المساء والظهور في البرامج المنوعة يختلف عن الظهور في برامج الأطفال والأخبار، فلكل برنامج طريقة معينة للظهور. من جهة أخرى أوضحت فدوى الطيار المذيعة في القناة الثقافية السعودية أن المذيعة في القنوات المحلية هي التي تتحمل كافة تكاليف ظهورها، الذي يسيطر على أكثر من نصف المردود المالي من القناة، ويعتمد حجم المصروف على عدد أيام الظهور في التلفزيون، إضافة إلى نوعية الملابس التي لا بد أن تحمل أسماء ماركات عالمية تليق بالمذيعة والقناة التي تمثلها. وحول اختلاف العمل في القنوات الخاصة عن القنوات العامة أشارت إلى أن العمل مع القنوات المحلية منخفض المردود المالي الذي يعتمد على الشهادات العلمية، ولا يوجد بند في العقد يحمل القناة مصاريف عمل المذيعة سواء من اللبس أو المكياج، إلا أنها تحقق الأمان الوظيفي، وهو عكس القنوات الخاصة التي لا توفر الأمان الوظيفي على الرغم من ارتفاع المردود المالي مقارنة بالمحلية والامتيازات التي تحصل عليها المذيعة من عدم تحملها مصروفات الظهور والمواصلات.