دمشق - العرب اليوم
عانى سكان الريف الدمشقي على مدى ثلاثة أعوام، بما فيها الغوطتان الشرقية والغربية من ويلات الحرب، حيث حرموا من دخول المحروقات أو أي مساعدات طبية أو غذائية إلا في حالات نادرة ليكون المواطن فيها هو المتضرر الأكبر، وبالرغم من حياة الحصار والعوز إلا أن الحياة فيها لازالت مستمرة بفضل إصرار الأهالي على البقاء.
وحاول سكان مدن الغوطة كدوما وداريا والتل وغيرها إيجاد وسائل بديلة للمحروقات كونها عصب الحياة فكانت الوسائل البدائية خير معين لهم بعد أن وصل سعر ليتر البنزين النظامي إلى 4000 ليرة سورية.
وتجري عملية استخراج المحروقات عن طريق جمع عدد من المواد البلاستيكية في مستوعبات كبيرة وحرقها حتى الانصهار لتصبح على شكل سائل، لتبدأ بعدها عملية التقطير الناتج عن البخار المنبعث منها لتتكون مادة شبيهة بالبنزين تستخدم لتشغيل المولدات والسيارات بسعر معقول يصل إلى 500 ليرة لليتر الواحد.
ويوضح أبو هيثم من مدينة دوما "أعمل باستخراج المحروقات منذ مدة كونها الطريقة الوحيدة لتأمينها ولكن لها مضار كبيرة فقد تسببت بحرق يدي اليمنى بحروق من الدرجة الثالثة ولكنني لن أتوقف عن العمل لأنه مصدر رزقي".
ولم تكن حروق أبو هيثم هي المضار الوحيدة لهذه الطريقة، فالغازات الناتجة عن عملية حرق البلاستيك قد تحدث انفجارات كارثية، فضلا عن تلوث البيئة، وقد تسبب أمراضًا في الجهاز التنفسي كالتهاب القصبات الحاد والربو والسرطان الذي قد يظهر في وقت لاحق.
وكانت فكرة "نشارة الخشب" المضغوطة خير بديل عن غاز الطهو والتدفئة حيث يتم وضعها داخل "تنكة الزيت" وضغطها مع إحداث ثقب في أسفل التنكة يسمح بمرور الهواء متصلة بحفرة في الوسط لإشعال النار وتكفي لـ24 ساعة من التشغيل المتواصل.
وهناك طرق أخرى لاستخراج الطاقة البديلة عن المحروقات كطاقة الرياح التي تعمل بواسطة عنفة هوائية تولد كهرباء باستطاعة 12 فولت أثناء هبوب الرياح مما يكفي لشحن البطاريات لاستخدامها في الإنارة وأشياء أخرى، والطاقة الشمسية ولكن تكلفتها عالية بسبب اعتمادها على ألواح نحاسية.
ولازال الأمل موجودا في قلوب سكان الغوطة، فعقولهم النيرة كانت حافزا لهم في اختراعاتهم ليقهروا بها من وقف في وجه إنسانيتهم.