إساءات مدفوعة الثمن

إساءات.. مدفوعة الثمن

إساءات.. مدفوعة الثمن

 تونس اليوم -

إساءات مدفوعة الثمن

بقلم : منى بوسمرة

الذين يحللون أزمة قطر بشكل عميق، يدركون أنها لم تقف عند حدود الإساءة إلى الدول الأربع التي قاطعتها، عبر وسائل الإعلام التي تمولها، بل بدأت منذ أسابيع نمطاً جديداً أكثر سوءاً.

بشكل لافت للانتباه ومنسق بطريقة ماكرة بدأت وسائل إعلام غربية في أوروبا وأميركا بنشر تقارير إعلامية ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والذي يعود إلى هذه التقارير سواء المنشورة عبر الصحف أو يتم بثها عبر قنوات تلفزيونية أو مواقع إلكترونية، يقف عند هذه الهبة المفاجئة في هذا الإعلام حتى كأنه تذكر الشرق الأوسط مرة واحدة.

تقارير تريد تشويه سمعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ولا تترك ملفاً إلا وفتحته من السياسة إلى الاقتصاد مروراً بالأمن وبقية الملفات المحلية والإقليمية، ومن أجل تعزيز مصداقية هذه التقارير يتم توظيف محللين وخبراء ينطقون بما تريده هذه الجهات، وفي سياق محدد هدفه مس سمعة هذه الدول والتحريض عليها أمام المجتمع الدولي.

الكل يعرف أن الدوحة حصراً هي وراء هذه الحملات، مثلما أن الكل يدرك أن إطلاق هذه الحملات المشبوهة ليس صعباً، سواء عبر الصلات السرية مدفوعة الثمن مع مراسلين ومحررين مختصين بشؤون المنطقة، أو حتى عبر وكالات الاتصالات والعلاقات العامة التي تتولى حملات كهذه نيابة عن الدول، وبحيث تدفع الدوحة الكلفة المالية نهاية المطاف.

علينا أن نسأل عن سر هذه الحملات في هذا التوقيت خاصة أن تاريخ هذه الوسائل مختلف تماماً، لكننا في توقيت واحد نرى كثافة التقارير والقصص الصحفية من أجل نشر معلومات كاذبة، والاستئناس بمعلقين معروف مسبقاً أن وجهات نظرهم ستصب لصالح الاتجاهات التي تريدها هذه المؤسسات ومن يؤثر عليها سراً وعلناً.

نحن لا نطعن في مصداقية الإعلام الأجنبي، لكننا نعرف أن القدرة على التسلل إلى الإعلام الأجنبي ممكنة، سواء مباشرة عبر بعض الإدارات أو عبر الأفراد العاملين مع هذه المؤسسات، أو من خلال شركات الاتصال والعلاقات العامة التي لديها الاستعداد لشن حملات تشويه السمعة أو تحسينها مقابل مبالغ مالية فلكية يتم دفعها.

ما أريد قوله، أن الدوحة تتمادى في غيها السياسي والإعلامي، فهي لم تكتف بشن حملات عبر إعلامها الممول منها مباشرة، بل أرادت التوسع أكثر وأكثر عبر اللجوء إلى هذه الطريقة، ظناً منها أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تتأثر سلباً إذا كان النشر في وسائل إعلام غربية، باعتبار أن العلاقات مع الغرب مهمة لاعتبارات كثيرة، والهدف النهائي هو إثارة حكومات هذه الدول ومجالسها البرلمانية وبقية مؤسساتها ضد المنطقة عموماً.

هذه الأساليب الرخيصة لا يمكن أن تؤثر على الدول التي قاطعت قطر نهاية المطاف، خصوصاً أن الدوحة ذاتها عليها من المآخذ الدولية والحكايات القابلة لأن تروى بما لا يعد ولا يحصى، ومثلما يقال دوماً فإن من كان بيته من زجاج فليس من حقه رمي الآخرين بالحجارة.

الدوحة تعاقر الأوهام وتعتقد أنها بهكذا إدارة للأزمة ستنجو نهاية المطاف، وستكون قادرة على خلط الأوراق. لن يفيد الدوحة كل هذا، وما يفيدها حقاً ويختصر كل هذه الأزمات التي تعصف بها، أن تواجه الحقيقة وتنصاع للحق من أجل أن تسلم قطر وشعبها من نتائج هذه المقامرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إساءات مدفوعة الثمن إساءات مدفوعة الثمن



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia