بقلم : منى بوسمرة
تقف الإمارات إلى جانب المملكة العربية السعودية، وهذه علاقة يصح وصفها بالعلاقة فوق الاستراتيجية، علاقة تاريخية، تأسست على بنية من الأخوة والوقوف معاً في كل الظروف.
هذا ليس أمراً جديداً، فعواصم العالم وشعوبه تدرك طبيعة هذه العلاقة، التي تعد من أقوى العلاقات في العالمين العربي والإسلامي، إضافة إلى كونها علاقة ذات تأثير عالمي، حيث توظف الدولتان قوتيهما لأجل المنطقة، ولأجل الاستقرار العالمي.
سياسة الإمارات كانت دائماً ضد التدخل في شؤون الآخرين، وما ترضاه الإمارات لنفسها ترضاه لغيرها، فما بالنا بدولة شقيقة ذات مكانة، وهي المملكة العربية السعودية، التي تستهدفها قوى عديدة في هذا العالم، وأثبتت يومياً قدرتها على صد هذه التحديات، والوقوف في وجه كل طرف يحاول مسّ المملكة، أو أمن الإقليم، ولولا هذه المكانة والاقتدار لتعرضت كل المنطقة العربية إلى أضرار كبرى، على مستوى استقرارها.
لهذا كله، ولاعتبارات متعددة أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بياناً عبرت فيه عن وقوفها إلى جانب المملكة، في وجه أي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية، تحت أي عنوان، أو مبرر، خصوصاً أن الذرائع التي تستخدمها دول ومؤسسات ومنظمات للإساءة إلى العالم العربي، والمملكة حصراً، حجج واهية، تقوم بتوظيفها من أجل مسّ سمعة المملكة، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه.
ولهذا نقرأ في بيان الخارجية تعبيراً دقيقاً عن هذا الموقف الإماراتي حين تؤكد رفضها التام لأي تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية الشقيقة وتأييدها المطلق لما تتخذه حكومة المملكة من إجراءات أو ما تتبناه من سياسات، مؤكدة تضامنها مع الرياض في مواجهة أي تدخل خارجي من شأنه المساس بسيادتها الداخلية، إضافة إلى تشديد الوزارة على أهمية احترام الأعراف والمواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول والتي تقوم على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
لا يمكن للمملكة ولا لأي دولة ذات سيادة أن تقبل التدخل في شؤونها؛ لأن مبدأ التدخل خطير، وهو يؤدي إلى تهديد العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الدول، وأي دولة تتورط في هكذا ممارسات تفتح الباب على مصراعيه للرد عليها، إضافة إلى أنها تمسّ أساساً القوانين الدولية المرعية في العلاقات بين الدول.
إننا نقف إلى جانب المملكة العربية السعودية، وسنبقى إلى جانبها في كل الظروف والأحوال، مثلما وقفت هي إلى جانبنا وإلى جانب الاستقرار والأمن في دول المنطقة والعالم، وسوف تثبت الأيام قوة المملكة وقدرتها واقتدارها على رد أي محاولة لمسّ مكانتها، وهو أمر سبق أن خبره العالم، وعرفه عبر التاريخ.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان