الوثائق تفضح الدوحة

الوثائق تفضح الدوحة

الوثائق تفضح الدوحة

 تونس اليوم -

الوثائق تفضح الدوحة

بقلم : منى بوسمرة

الفضيحة المدوّية التي انفجرت في وجه حكام قطر عبر قناة «بي بي سي» تثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن هذا النظام يمارس الإرهاب بكل أنواعه، وعلى صلة بكل التنظيمات التخريبية في المنطقة والعالم، وهي ليست الفضيحة الأولى، لكنها الأكثر تأثيراً كونها اعتمدت على وثائق ومراسلات تثبت كل ما قالته الدول الأربع التي قاطعت الدوحة.

وثائقي «بي بي سي» يكشف أن الدوحة دفعت ما يزيد على مليار دولار لإيران وتنظيماتها الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان، بما في ذلك حزب الله اللبناني وحزب الله في العراق، إضافة إلى مبالغ مالية لتنظيم النصرة، الابن الشرعي لتنظيم القاعدة، وكل هذه المبالغ التي تم دفعها تحت عنوان تحرير مواطنين قطريين تم أسرهم في العراق، بينما كانوا يمارسون الصيد، تثبت أن الدوحة على صلة بكل الجماعات الإرهابية، ولا تتورع عن مفاوضتهم ودعمهم مالياً، بما يعزز نشاطاتهم المدمرة، بل إن الكارثة الأكبر أنها كانت على صلة بالمجرم قاسم سليماني، المعروف بخوضه وتزعمه كل معارك التطهير المذهبي في العراق وسوريا، وتورطه بترحيل أهالي عدد من القرى بمشاركة نظام قطر، بغية تغير خارطة المنطقة السكانية، وفقاً لأجندات مذهبية مدمرة للاستقرار.

قبل كل شيء أين الجماعات الحزبية السياسية، مثل الإخوان والجماعات المسلحة المدعية رفع لواء السُّنة، وكل أولئك الذين يهتفون لنظام الحمدين، باعتبارها بلد الحريات وناصرة مشروع الإسلام السياسي في المنطقة، وهم يرون كيف تمول تنظيمات إرهابية من لون مذهبي متطرف، في حين أنها تفننت في ذبح مكونات المنطقة الأساسية، إنهم يخرسون ويصمتون اليوم أمام هول الفضيحة التي تثبت أن هذا النظام بلا أخلاق، لا يتورع عن ارتكاب كل الموبقات السياسية من أجل تمرير مصالحه وأجنداته، وهي ذات الموبقات التي تجعله ينفتح على الإسرائيليين في الوقت الذي يدعي فيه احتضانه لحماس وتنظيمات فلسطينية أخرى؟!

أين كل هؤلاء عن هذه الكارثة التي تم كشفها بالوثائق لنظام يدعم الإرهاب الإيراني وتنظيماته بأكثر من مليار دولار، وكل هذه التنظيمات لها تاريخ بشع في سفك الدماء، وترويع الآمنين من الشعوب العربية، والسطو على بيوتهم وترحليهم؟ بالتأكيد لن نسمع صوتاً لهم، والسبب بسيط فقد حصلوا على حصصهم أيضاً من الدعم المالي المشبوه، الذي يسكتهم في هكذا توقيت بعد أن انفضح الجميع أمام تصرفات هذا النظام المارق.

هذا الملف وحده يؤكد أن ما قالته الدول الأربع كان دقيقاً، فلم يتجنّ أحد على حكام قطر، فهي تدعم الإرهاب بالمال والإعلام، ولديهم خلايا أمنية تدير هذه الملفات، ومن المثير هنا أن تواصل الدوحة إنكارها لاتهامات الدول المقاطعة لنظامها، فيما تأتيها فضيحة موثقة بالأدلة والمراسلات السرية، تثبت أن كل ما قيل سابقاً كان دقيقاً للغاية، وهو أمر تدركه أيضاً عواصم العالم التي تحاول الدوحة استرضاءها بكل هذه العقود، ومحاولات تحسين السمعة، من أجل عدم فتح ملفاتها على الصعيد الأمني والسياسي.

الفضيحة التي فجّرتها «بي بي سي» رسالة إلى كل أولئك الذين لا يريدون أن يصدقوا ماهية طبيعة نظام الدوحة وهويته الحقيقية، فنحن أمام نموذج للدولة التي امتهنت الإرهاب منهجاً والتبعية لإيران سلوكاً.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

المصدر : البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوثائق تفضح الدوحة الوثائق تفضح الدوحة



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia