في معاني الحج

في معاني الحج

في معاني الحج

 تونس اليوم -

في معاني الحج

بقلم : منى بوسمرة

ما من مشهد عظيم كالحج بكل قيمه الدينية والإنسانية الرفيعة، حين يتساوى الملايين معاً في عبادتهم لله ومناسكهم، وهذه القيمة العظيمة من أهم قيم الإسلام.

هذه الأيام المباركة، وقبل الوقوف في عرفات يوم الاثنين المقبل، أيام تتسم بالروحانية، يتقرب فيها المسلمون إلى الله في كل مكان بالعبادات والطاعات، فلا عمل عظيماً ومباركاً كالأعمال في أيام ذي الحجة، وحين نرى هذه الملايين تهفو قلوبها من كل مكان في هذه الدنيا إلى الديار المقدسة، نستشعر عظمة التوحيد، وما يعنيه على صعيد علاقة المرء بربه.

لقد استطاعت المملكة العربية السعودية أن تدير موسم الحج تاريخياً بطريقة تثير الإعجاب، من حيث توسعة الأماكن المقدسة، وخدمة الحجيج والمعتمرين، وصون أمنهم، وتأمينهم بكل ما يلزمهم، وكل عام نشهد تطوراً جديداً على صعيد هذه الخدمات المباركة التي تُقدَّم خدمةً للمسلمين من كل مكان، في جهد مبارك للمملكة وقيادتها وشعبها.

إن قيم الحج قيم عظيمة: الرغبة في التوبة إلى الله، وأداء المناسك قربى لله، وطلباً للغفران والرحمة والعتق من النار، وما في الحج أيضاً من قيم إنسانية كبيرة، من مساواة بين الأغنياء والفقراء، والأعراق والأصول والجنسيات، فالكل أمام رب واحد، ولا يفوز إلا صاحب النية الصادقة، ومن كان أقرب إلى الله بالتقوى والعمل الصالح أيضاً، كما أن من قيم الحج ذاك العطف الذي نراه بين الحجاج إزاء بعضهم، وما يبذله السعوديون من إكرام للحجيج بالسقيا والغذاء، حين يتسابق الجميع من أجل خدمتهم، فهذه أيام مباركة، لها سرها وبركتها، حتى على أولئك الذين لا يشاركون في الحج، لكنهم يعرفون الذي تعنيه أيام ذي الحجة.

في هذه الأيام، ونحن نرى الحجيج يطوفون حول الكعبة، نستذكر ملايين العرب والمسلمين، ممن ابتليت ديارهم بالحروب والصراعات والأزمات والإرهاب أو الفقر والمجاعات، ندعو الله عز وجل أن يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه هذه المنطقة وقد سلمت مما نراه، واستردّت أمنها واستقرارها، خصوصاً أن العالمين العربي والإسلامي احتملا ما لا يمكن احتماله، حين نرى القتل بات يومياً، بدلاً من الاستقرار والعيش بسلام، والاستفادة من الموارد من أجل التنمية البشرية والاقتصادية، وكلنا أمل أن يأتي حج العام المقبل وقد استردت المنطقة حيويتها وقدرتها على الحياة، من أجل مصلحة الأجيال التي تبحث عن أمل في هذه الحياة.

نترحم في هذه الأيام على قادتنا ورموزنا الذين كان لهم الفضل فيما نراه اليوم في الإمارات، هؤلاء الذين رحلوا وما زالت ذكراهم حية بيننا، مثلما نترحم على أرواح شهدائنا في كل الميادين، وندعو الله أن يكرمهم، وأن يجعل العوض والبركة في بيوتهم وذرياتهم، فهذا العيد عيد أيضاً لكل من قدَّم وضحَّى للإمارات ولهذه الأمة، ونقول لكل بيت من بيوت هؤلاء إننا لا ننساكم مثلما أكرمتم كل واحد فينا ببذل الروح والدم.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في معاني الحج في معاني الحج



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia