بقلم - منى بوسمرة
وجه الإمارات الحضاري بشهادة الدول والشعوب والمؤسسات العالمية، كان نتيجة طبيعية لما بذلته القيادة الحكيمة، من تعزيز لهوية المواطن الإماراتي وشخصيته، ودعم مكانته على المستويات كافة، لتكون الخلاصة هذه القيمة وهذه المكانة المتميزة، التي نلمس آثارها الإيجابية في حياتنا، وفي نظرة الشعوب إلينا وسط عالم يترقّب كل شيء.
هذا الحضور الراقي والرائع كان للمرأة المواطنة فيه مكانة أساسية وشراكة مستمرة، وفي يوم المرأة الإماراتية نستذكر كل الجهود التي تم بذلها من قيادتنا، لتعزيز مكانة المرأة وحصولها على حقوقها وشراكتها في المجالات كافة في مجتمع يعمل بكل طاقاته، وهنا تحديداً نثمّن عالياً ما قامت به أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لدورها العظيم في تعزيز شخصية المرأة الإماراتية، إدراكاً منها أنها أساس ازدهار المجتمعات وقوتها، فهي التي تصنع العائلة مثلما تصنع المستقبل، وشراكتها الإيجابية كلمة السر في كل بلد يتفوق وينجح.
في هذا اليوم، منحت أم الإمارات احتفال هذا العام شعار «المرأة على نهج زايد»، وهذا تكثيف إنساني نبيل لما يمثله الراحل الكبير من مكانة عظيمة، كان لها الفضل على أبناء الإمارات، وجعلتهم في الطليعة دائماً، يشاركون ويعزّزون مكانة الدولة عالمياً، مثلما يخدمون وطنهم ذكوراً وإناثاً.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «في يوم المرأة الإماراتية، نحتفل ونحتفي بالمرأة أختاً وشريكة وعضيدة في مسيرة التنمية، أخص بالتهنئة أمهات الشهداء، وزوجات الشهداء، وبنات الشهداء، وأتوجه بالشكر إلى أم الإمارات الشيخة فاطمة، حفظها الله، على دعمها وتمكينها وتشجيعها للمرأة الإماراتية في جميع أدوارها».
هي المرأة صانعة الأجيال، والشريكة الأساسية في صناعة المستقبل، ونحن نراها في الإمارات في كل موقع، تترك بصمة إيجابية، وتأثيراً عميقاً، فيقال في هذا اليوم إنه يوم تكريم وتقدير وامتنان لدورها، وقدرتها على التفاعل الإيجابي، وممارسة المسؤولية بكل معاييرها، ويكفي أن بيننا أمهات الشهداء وبناتهم وزوجاتهم، وما يقدمنه من نماذج للبذل والعطاء والفرادة الإنسانية، وهي القيمة التي أشار إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في تغريدته.
وأشار إليها كذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقوله: «نستذكر في هذه المناسبة، قصص الوفاء والإرادة والعزيمة الصلبة لأمهات الشهداء الملهمات، أيقونات العطاء اللاتي قدمن أعظم الدروس، لنستقي منها جيلاً بعد جيل أعظم العبر في التضحية وحب الوطن، فلهن ولكل أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا تحية فخر واعتزاز وتقدير، المرأة في الإمارات تخطت مرحلة الإسهام في التنمية والتطوير، إلى صانعة للإنجازات التي ترتقي بمكانة الوطن، وفي يوم المرأة الإماراتية، نجدّد ثقتنا بإمكاناتها، ودورها في رفد الرصيد الوطني بمزيد من الرقي والتقدم، واحتفاؤنا بها هو احتفاء وطن بشريكة أساسية للرجل في مسيرة بنائه وتقدمه ورفعته».
ستبقى المرأة الإماراتية تلك الإنسانة الخلّاقة، بما تعنيه الكلمة من إضافة حضارية لرصيد الإمارات في هذه الحياة، حين يكون مجتمعنا هو الأقدر دوماً على استشراف المستقبل وصناعة الحياة.