تونس-تونس اليوم
أمّن تركيز الطاقة الشمسية تزويد السكان في منطقة "النوائل" من معتمدية بئر الحفي ب ولاية سيدي بوزيد، بالماء الصالح للشرب على امتداد أشهر الصيف دون انقطاع، بعد أن قام المجمع التنموي الفلاحي "البركة" بتركيز الطاقة الشمسية واعتمادها لتزويد السكان بمياه الشرب منذ أشهر.
وأفادت فاطمة النايلي، وهي منتفعة بالمشروع، في تصريح ل"وات"، بأن الماء يتوفر بشكل مسترسل، بعد أن كان انقطاع التيار الكهربائي يؤدي آليا إلى انقطاع التزود بمياه الشرب، أحيانا لمدة أيام، لكن بعدما تم اعتماد الطاقة الشمسية، ونظرا لتوفر كميات كبيرة من الطاقة المتجددة، لا ينقطع تزود المنطقة بالماء تماما. وأضافت أنه مقارنة بما يحصل لبقية السكان في ولاياتومناطق مجاورة من انقطاع متكرر للتزود بمياه الشرب، فان "الوضع قد تغير الى الأفضل في منطقتهم".
وقالت "ليس هناك أفضل من توفر مياه الشرب بشكل مسترسل بعد اعتماد الطاقة الشمسية، إذ لا نجد إاشكالا في استعمال الماء خاصة فترة الصيف، ولا ينتابنا هاجس الخوف السابق من انقطاع الماء".وذكر أيمن نايلي، مواطن منتفع بمياه الشرب، في تصريح ل"وات"، أن المجمع المائي "البركة" يزود حوالي 6 الاف مواطن، حيث حققت الطاقة الشمسية لفائدة المجمع أرباحا مالية جيدة، إذ كانت فاتورة الكهرباء تقدر بحوالي ألفي دينار وأصبحت اليوم في حدود 400 دينار. وفي مقارنة مع عدد من المجامع المائية الأخرى التي تعاني من ديون للشركة التونسية للكهرباء والغاز، فان المجمع المائي ب"النوائل" قد حقق قفزة نوعية واختار حلا جيدا للضغط على المصاريف وتحقيق فائدة للسكان.
من ناحيته، صرح محمد العربي النايلي، الناشط بالمجتمع المدني، بأن "الجمعية حققت الاكتفاء، ولا يوجد شيء أهم في فصل الصيف من توفر الماء، الذي يتوفر حاليا في كل بيت رغم طول الشبكة التي تمتد على حوالي 60 كلم، ولا توجد تشكيات من المواطنين حول موضوع انقطاع الماء بتاتا، وذلك نتاج استعمال الطاقة الشمسية التي كانت الحل الأنسب لمشكل الانقطاع المتكرر للتزود بماء الشرب في المنطقة".
ووصف فيصل النايلي، المدير الفني للمجمع التنموي الفلاحي "البركة"، المجمع، بأنه مؤسسة رائدة في تونس وتغطي خدماتها نسبة كبيرة من متساكني منطقة المزارة"، وجانبا من منطقة بئر الحفي و"أولاد منصر"، بما يقارب 6 آلاف منتفع، مبينا أنه تم تركيز الطاقة الشمسية لتفادي انقطاع مياه الشرب، التي تقترن في فصل الصيف بانقطاع التيار الكهربائي خلال أوقات الذروة، إذ وفر المجمع حوالي 75 بالمائة من فاتورة استهلاك الكهرباء، إلى جانب استمرار تزويد السكان بشكل مسترسل دون أن تسجل المنطقة أي انقطاع للماء.
من جانبه، أفاد محمد النايلي رئيس المجمع المائي الفلاحي البركة ب"النوائل"، بأن المجمع المائي كان في وضع سيء، وتم اتخاذ كل التدابير اللازمة ما جعل المجمع في طليعة المجامع المائية في تونس، ليتحصل على الجائزة الأولى لسنة 2017 في مجال المحافظة على المنظومة المائية واستغلالها والتصرف فيها على الوجه الأمثل
ولفت الى أن النقائص في المنظومة المائية كانت متعددة، وقد تم صيانة الشبكة في مرحلة أولى، والاستخدام الآلي لمحطة الضخ بالاعتماد على "تطبيقة" حديثة تراقب عن بعد عملية التزود بالماء. كما تم التفكير في فوائد إحداث محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية، وتم تركيزها كأول محطة في تونس أنجزت من طرف المجمع المائي من أمواله الخاصة لاعتماد الطاقة البديلة التي قلصت حوالي 50 بالمائة من مشاكل المجمع المائي.
وثمن محمد النايلي تجربة الاعتماد على الطاقة الشمسية في المجمع المائي لضمان تزويد السكان بمياه الشرب وحمايتهم من العطش وتخفيف عبء مصاريف الكهرباء على المشرفين على المجمع والأعباء المالية على المشتركين، مؤكدا أنها "تجربة لا بد من الاحتذاء بها وتعميمها على كل المجامع المائية، خاصة وأن استعمال الطاقة البديلة من شأنه أن يضغط على التكلفة المالية لاستهلاك الكهرباء التي تثقل كاهل المجامع المائية بديون كبيرة"يذكر أن المجمع التنموي الفلاحي "البركة" في منطقة "النوائل" من معتمدية بئر الحفي في ولاية سيدي بوزيد، انطلق في العمل بالطاقة الشمسية لتزويد أهالي المنطقة بالماء الصالح للشرب منذ حوالي أربعة أشهر، وهي التجربة الاولى من نوعها في تونس حيث أنجز المجمع على نفقته الخاصة هذا المشروع بتكلفة ناهزت 85 ألف دينار.
قد يهمك ايضا
اقتراح برعاية المُسنين مع الأبقار ليستمتعوا معًا بسنينهم الذهبية
جبال القصرين ثروة غابيّة هامة ونادرة في تونس
أرسل تعليقك