تونس -تونس اليوم
تحولت عودة الجماهير إلى مدرجات الملاعب الرياضية في تونس إلى قضية جدلية، وذلك بعد نحو عامين من قرار السلطات غلق مدرجات الملاعب أمام الجماهير بسبب تفشي فيروس كورونا. ومع تزايد الضغوط على السلطات لإجبارها على رفع الحظر المفروض على المدرجات، وإطلاق حملات جماهيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم، في بيان رسمي، عن موافقته على عودة الحياة إلى مدرجات كرة القدم بعد غياب الجماهير عنها منذ شهر مارس 2020. وقال اتحاد كرة القدم أنه "تفاعلا مع دعوات الجماهير الرياضية المطالبة بالعودة إلى مدارج الملاعب لمتابعة فرقهم وبعد بلاغ رئاسة الجمهورية الذي سمح بعودة الجماهير الرياضية بطاقة استيعاب لا تتعدى 50 في المئة بالنسبة للفضاءات الرياضية المغلقة المفتوحة، فإن الجامعة التونسية لكرة القدم تؤكد أن مختلف الرابطات ستعلن عن إجراء المباريات المقبلة في مختلف الدوريات بحضور الجماهير". وتابع اتحاد الكرة أن فتح المدرجات أمام عودة الجماهير سيكون رهين بتلقيها قرارا من السلطات الرسمية، وتحديدا من قبل الوزارات المعنية بتقدير هذه المسألة وخاصة وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة".
في انتظار القول الفصل وقال عبد الرزاق حشايشي، المدير الإداري لرابطة كرة القدم المحترفة، الجهة المنظمة للدوري التونسي الممتاز إن "الرابطة والاتحاد ينتظران إشارة من وزارة الرياضة ووزارة الصحة لفتح المدرجات من جديد"، مشيرا إلى أن قرار عودة الجماهير لحضور المباريات بيد السلطات وليس اتحاد كرة القدم".وفي تصريح لسكاي نيوز عربية، قال الحشايشي "اتحاد كرة القدم لا يمانع البتة في عودة الحياة إلى الملاعب بعد فترة طويلة من الحظر، لكن القرار يظل رهين مراسلة من وزارة الصحة ووزارة الداخلية إلى وزارة الرياضة، نحن ننتظر قرارا بهذا الخصوص للإعلان رسميا عن رفع الحظر عن المدرجات".وحول البيان الذي أصدره الاتحاد بتعيين المباريات القادمة للدوري بطاقة استيعاب محددة من الجماهير، نفى المتحدث أن يكون اتحاد كرة القدم أو رابطة المحترفين قد اتخذا رسميا قرار عودة المشجعين، مؤكدا أن ذلك مشروط بمكتوب رسمي من وزارة الرياضة.
وكانت مباريات الأسبوع الافتتاحي من الدوري التونسي الممتاز، التي دارت يومي السبت والأحد أمام مدجات خالية من الجماهير، نظرا للوضع الصحي وبسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا.وأطلقت جماهير الرياضة في تونس؛ خاصة عشاق كرة القدم، حملات افتراضية واسعة النطاق، تطالب السلطات بحسم قضية عودة الجماهير إلى الملاعب، لا سيما أن الوضع الصحي في البلاد شهد تحسنا واضحا كما تراجعت مؤشرات الإصابة بفيروس كورونا تراجعا ملحوظا في الأشهر الأخيرة.وجرى إطلاق حملة "سيب الجمهور" (أطلق سراح الجمهور) وهي إحدى الشعارات التي رفعتها جماهير كرة القدم في تونس للضغط على اتحاد الكرة ووزارة الرياضة بهدف السماح بحضور الجماهير للمباريات الرياضية، فلاقت رواجا كبيرا، لكن ذلك لم يدفع السلطات إلى اتخاذ قرار رسمي وحاسم بشأن فتح المدرجات من جديد.
جدل الأسباب ويرى عادل بن جازي، وهو أحد مشجعي نادي الترجي التونسي، أن السلطات ترفض السماح بعودة الجماهير إلى مباريات كرة القدم تحت "ذرائع واهية" و"مبررات غير منطقية"، بحسب قوله. وقال بن جازي لـ"سكاي نيوز عربية"، "كرة القدم هي شغفنا وهي المتعة التي بقيت لنا في هذه البلاد، الوضع الصحي الذي تتعلل به السلطات لمواصلة الحظر المفروض على المدرجات تحسن بشكل ملحوظ، لكن يبدو أن للجهات الرسمية في تونس غايات أخرى من إغلاق المدرجات".وبدوره كشف أحمد بن عطية، وهو أحد مشجعي النادي الإفريقي، أن استمرار الحظر المفروض على الجماهير يعد قرارا جائرا ودون أية دوافع منطقية بل جاء ليكشف "سياسة التشفي" التي تنتهجها السلطات في حق جماهير كرة القدم والعداوة المتواصلة منذ عقود بين مجموعات مشجعي الأندية والسلطات.وقال بن عطية للموقع "لقد قتلت السلطات شغفنا بكرة القدم وعشقنا غير المحدود لأنديتنا، نرى أن حرماننا من حضور المباريات قرار ظالم لا بد أن يوضع له حد، السلطات تتذرع بمؤشرات فيروس كورونا لغلق المدارج أمام الجماهير، ولكنها تسمح في المقابل بخروج الأحزاب السياسية في تظاهرات ومسيرات احتجاجية لمناصرة السياسيين".وكانت جماهير النادي الإفريقي قد وضعت، مساء السبت، لافتة على المدرجات الصامتة تحمل عبارة " من أجل مناصبكم تنزلون الشوارع ولقتل شغفنا تغلقون الملاعب"، وذلك قبيل مباراة فريقها أمام مستقبل رجيش، ضمن الأسبوع الأول من الدوري الممتاز، تنديدا باستمرار غلق مدرجات ملاعب الكرة مقابل تنظيم الأحزاب السياسية مسيرات احتجاجية أسبوعية.من جهتها، أطلقت روابط مشجعي نادي الترجي التونسي حملات جماهيرية لمطالبة السلطات بالسماح لها بحضور مباراة فريقها أمام نادي الاتحاد الليبي، مساء الأحد القادم، ضمن إياب الدور الثاني من دوري أبطال إفريقيا.
قد يهمك ايضا
مؤتمر الفيفا يصادق على انتخاب نائب رئيس جامعة كرة القدم واصف جليل
“الفيفا” تُنعش ميزانية الجامعة التونسية لكرة القدم
أرسل تعليقك