تابع رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون الاتصالات الجارية لمعالجة الأوضاع التي نشأت عن قرار عدد من دول الخليج سحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها مغادرة أراضيها، ورصد ردود الفعل الغربية والدولية ودرس السبل الآيلة إلى معالجة الوضع المستجد لا سيما في ضوء اللقاءات التي عقدها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع عدد من القادة العرب والأجانب على هامش مؤتمر المناخ في غلاسكو. واطلع عون على التقارير الواردة من البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج التي تناولت أوضاع اللبنانيين في عدد من الدول الخليجية.
ووضع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، عون في صورة الاتصالات الجارية من أجل معالجة التطورات التي نشأت عن قرار المملكة العربية السعودية الشقيقة وعدد من دول الخليج بسحب سفرائها من لبنان، والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها مغادرة أراضيها. وأطلع بو حبيب رئيس الجمهورية على التقارير التي وردت إلى وزارة الخارجية حول هذا الموضوع والسبل الآيلة إلى معالجة التداعيات التي نتجت عنه.
وأشار بو حبيب إلى أن عون "أعاد التأكيد على أن موقف لبنان واحد حيال ضرورة قيام أفضل العلاقات بين لبنان والسعودية وسائر دول الخليج والدول العربية، وعدم جواز تأثر هذه العلاقات بأي مواقف فردية تصدر عن جهة أو أفرقاء لا تعبّر عن وجهة نظر الدولة اللبنانية المحددة في ما يصدر عن أركانها، وفي البيان الوزاري التي نالت الحكومة الثقة على أساسه. علماً أن لبنان يعتبر أن أي إشكالية تقع مهما كان حجمها بين دولتين شقيقتين، مثل لبنان والسعودية، لا بد أن تحل من خلال الحوار والتنسيق في روح من الأخوة الصادقة وفق المبادئ المحددة في ميثاق جامعة الدول العربية الذي يحتضن كل هذه الدول، فكيف إذا كانت هذه الإشكالية غير صادرة عن شخص أو عن جهة في موقع المسؤولية".
إلى ذلك، أكد على أن "لبنان الذي عمل دائماً من أجل تحقيق التضامن بين الدول العربية، ودفع غالياً ثمن هذا الخيار خلال الأعوام الماضية، يتطلع اليوم إلى أشقائه في الدول العربية عموماً ودول الخليج خصوصاً، كي يكونوا إلى جانبه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، والضائقة الاقتصادية التي يعيش فيها شعبه، وأي تباعد عنه ستكون له انعكاسات سلبية تؤذي التضامن والتعاون بين الأشقاء".
وقال: "كلنا ثقة، فخامة الرئيس وجميع المسؤولين في الدولة، بأن ما حصل خلال الأيام الماضية يجب أن يقف عند حد تغليب المصلحة العربية المشتركة، وعدم صب الزيت على النار، لا سيما وأن لبنان ما كان يوماً إلا نصير الدول العربية الشقيقة كلّها ولم يكن في يوم من الأيام ولن يكون معبراً للإساءة إلى أي دولة، كما يتطلع لبنان إلى ضرورة تفهم مقتضيات النظام الديموقراطي الذي اختاره اللبنانيون، ومن أسسها حرية الرأي والفكر من دون أن تسيء هذه الحرية إلى علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة تحت أي ظرف كان".
كما استقبل عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وزير العدل القاضي هنري خوري وتداول معه في الأوضاع العامة والمضاعفات المتأتية عن الإجراءات التي اتخذها عدد من دول الخليج في حق لبنان. وأوضح خوري أن الاتصالات مستمرّة لمعالجة ما استجد ويفترض أن يتبلور الموقف بعد عودة الرئيس ميقاتي من لندن مساء اليوم.
كما أشارت وزارة الخارجية الأميركية، الاربعاء، إلى أن "حزب الله يهتم بمصالح إيران أكثر من اهتمامه بمصالح اللبنانيين".
وأضافت: "أنشطته المشبوهة زادت من معاناة اللبنانيين، فحزب الله هو أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم أزمات لبنان".
وأكد المكتب السياسي الكتائبي خلال اجتماعه الدوري في بيت الكتائب المركزي في الصيفي برئاسة نائب رئيس الحزب جورج جريج، أنّ "الأزمة التي اندلعت بين لبنان ودول الخليج ليست بنت لحظتها ولا تلخص بكلام وزير الإعلام، بل هي نتيجة مسار من التنازلات والمساومات أقدمت عليها المنظومة وانتهت بالاستسلام التام لإرادة حزب الله، عبر انتخاب حليفه لرئاسة الجمهورية وتغطية الحكومات المتعاقبة، التي خضعت لإرادته، ومنحه مع حلفائه الأكثرية النيابية عبر قانون انتخاب فصل على هذا المقياس".
ورأى المكتب السياسي أنّ "حزب الله وبعدما سيطر على القرار السياسي في البلد، بدأ تنفيذ أجندته بعزله عن العالم وإبعاده عن أصدقائه وتغيير وجهه التاريخي، بهدف استخدامه ورقة تفاوض، فكيف لدولة تحترم سيادتها أن ترضى بوجود ميليشيا تخوض معارك خارج الحدود في سوريا واليمن وغيرها وتنشىء فروعاً مسلحة في دول العالم، لتحقيق مصالح راعيها الإقليمي ايران، فيما أهل البلد يهجرون وتتم ملاحقتهم في الدول التي لجأوا إليها".
إلى ذلك، عبّر حزب الكتائب عن رفضه "منطق الرضوخ لمحاولة حزب الله إنجاز وضع اليد على الدولة"، وقال: "الحل الفوري لاستعادة لبنان من حكم الميليشيا وتواطؤ المافيا، هو بإعطاء الأولوية المطلقة لعملية الانتخابات، عبر حماية دولية تؤمن انتقالاً سلمياً للسلطة، فلا يكون تهرباً منها لا بالمماطلة ولا بالردود ولا بالطعون".
كما رفض حزب الكتائب "الانتقائية في التوقيفات الحاصلة في ملف أحداث #الطيونة، والتي تتركز على أبناء عين الرمانة الذين خرجوا للدفاع عن منطقتهم وبيوتهم وتتساهل مع الفريق المعتدي". وطالب القاضي فادي صوان بإجراء تحقيقات عادلة وشفافة وبإنجازها في أسرع وقت والسماح للأهالي برؤية أبنائهم والعمل على تأمين العلاجات الطبية لمن يحتاجها.
وختم: "تقع على عاتق اللبنانيين، في لبنان والاغتراب مسؤولية كبيرة لاختيار ممثلين، وطنيين، سياديين، كفوئين وقادرين على تقديم بديل جدي، لبناء لبنان الجديد، ومن هنا يدعو المكتب السياسي جميع اللبنانيين المنتشرين في العالم، إلى التسجيل بكثافة لتأمين أكبر نسبة مشاركة تسمح بقلب المعادلات".
قد يهمك أيضـــــــــــــــــــــــًا
- جنبلاط يلتقي وزير الخارجية المصرية سامح شكري
- جلسه عمل بشأن إجراءات الوقاية من الأمراض المنقولة عبر المياه في سيدي بوزيد
أرسل تعليقك