بعد زياراته ببعبدا واجتماع جاف مع الرئيس عون الحريري يستمر في حصاد الخيبات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بعد زياراته ببعبدا واجتماع جاف مع الرئيس عون الحريري يستمر في حصاد الخيبات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - بعد زياراته ببعبدا واجتماع جاف مع الرئيس عون الحريري يستمر في حصاد الخيبات

رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري
بيروت - تونس اليوم

بدل أن تكون زيارة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى الخارج بادرة إيجابية تُسهم في تأليف الحكومة، جاءت النتائج سلبية على نحوٍ أدّى إلى انفجار "القلوب المليانة" في قصر بعبدا.الآن، بات يُمكن القول أن ما ارتُجيَ من جولة الحريري الخارجية كان مضخّماً، وأن الفشل قد احتلَ مكانة متقدمة، بحيث بات معها يصلح الحديث، وبشكل رسمي عن عدم حدوث أي نوع من الإيجابيات، خلافاً لما تم تسريبه وتداوله خلال الأيام الماضية. في الواقع، الرجل، لم يستطيع تحقيق أي اختراقة نوعية، يُمكن إسقاطها على ملف تأليف الحكومة كي يستفيد منها في تعزيز موقعه، وذلك بشهادة الوقائع التي تجمّعت حول الجولة. وحتى زيارته الفرنسية لم تأتِ بالنتيجة المرجوّة، فالإليزيه تعامل معها على أنها "عابرة وتحت سقف التنسيق لا أكثر"، بدليل غياب أي بيان رسمي و واضح حول نتائجها، إذ بدا أن الإليزيه كان محتاطاً في التعاطي مع الزيارة وقد حرصَ على وضعها تحت خانة الخاصة وليس الرسمية. وبنتيجته، عاد الحريري من الخارج خالي الوفاض.

مع ذلك، حاول إسباغ زيارته بحركة نوعية، وزار قصر بعبدا في محاولة لإظهار نفسه أنه "يُصرّف" مطالب فرنسية، أو أنه قد تجاوز تراكمات "فيديو الذمّ الشهير" محاولاً إظهار نفسه كمبادر باتجاه "فكّ العزلة" مع رئيس الجمهورية، والتي مضى عليها أكثر من شهر.فور عودته ليلاً، بادرَ إلى الإتصال بقصر بعبدا طالباً تحديد موعد للقاء رئيس الجمهورية (وهو ما أعلنه القصر أيضاً عبر بيان)، فحُدِّدَ له الموعد عند الظهر. ظنّ رئيس الجمهورية أن الحريري يحمل معه شيئاً مختلفاً، رغم أن كافة المراصد السياسية وموقع القرار لم يكن قد توفّر لديها، حتى حينه، أي إشارات حول تبدّل ما دخلَ على خط التأليف، أو إيجابيات يُمكن التعويل عليها. ومع ذلك راهنَ عون على إيجابيات.

صعد الحريري إلى القصر، ومكث حوالي نصف ساعة ما استفادَ منها رئيس الجمهورية، بل تفاجأ أن الحريري لم يحمل معه أي جديد يُذكر، أو مختلف عن الزيارات الـ16 السابقة، بل حضر لإبلاغ الرئيس أنه زارَ هذه الدولة وتلك، ووجد أن المواقف هي نفسها، وتشبه تلك التي يطلبها في الحكومة، أي تشكيلة من 18 وزيراً من الإختصاصيين غير الحزبيين على أن يتولى تسميتهم!

صُعِق رئيس الجمهورية من تصرّف الحريري، وسأل الرئيس المكلّف عن سبب مجيئه إليه طالما أن شيئاً تغيّر، وهو ما تعاطى معه الحريري، وفق المصادر، بانفعال. هنا، عاد الرئيس عون وأبلغَ الحريري بالثوابت السابقة نفسها، أي وحدة المعايير في التأليف والتمثيل وتشكيل حكومة انسجاماً مع الواقع السياسي، وأن لا شيء لديه ليزيده. وانفضّ اللقاء على غضب ترجمه الحريري من على منبر قصر بعبدا، معيداً تذكير رئيس الجمهورية أن موقفه "ثابت وواضح" وهو حكومة من 18 وزيراً جميعهم من الإختصاصيين، ولا يكون فيها "الثلث المعطّل لأي فريق سياسي"، وذلك في إشارة واضحة إلى رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، رغم أن الرئيس ومعه "التيار"، قد سبق لهما وأن ذكرا عبر بيانات رسمية مستقلة بعدم وجود مسعى لنيل الثلث المعطّل.

ومع تلاوة الحريري بيانه، ظهر أن دائرة الخلاف قد اتّسعت بعد "خيبة الأمل" التي مُنيت بها بعبدا، وهو ما تُرجم لاحقاً من خلال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، كشف أن "الرئيس عون التقى الحريري بطلب منه وتشاور معه في موضوع ​تشكيل الحكومة​ العتيدة بعد الجولات التي قام بها إلى الخارج، حيث تبين أن الرئيس المكلّف لم يأتِ بأي جديد على الصعيد الحكومي".

سقط هذا الكلام على كل من تيار "المستقبل " وأوساط بيت الوسط كالمياه الباردة، مما دفعهما إلى توسيع رقعة زيت الإشتباك بعدما وضعه "المستقبل" في منزلة انتقاد الحريري، فسوّقت مصادر الحريري، أن الرئيس عون رفضَ "تشكيلة الرئيس إيمانويل ماكرون الحكومية" في مسعى من قبل "الأزرق"، لإقحام الاليزيه في الإشتباك الداخلي، رغم أن الأخيرة تحاشت حتى القيام بتواصل مع رئيس الجمهورية أو "الوطني الحر" بشكل مباشرة وقد اوكلت المهمة إلى وسطاء نشطوا من خارج الإطار الرسمي خلال الفترة الماضية تحت عنوان الحكومة، باستثناء اتصال ماكرون بالرئيس عون.

وقد دفع لجوء "لمستقبل" إلى التسريب، بقصر بعبدا إلى اتباع النَهج نفسه، كاشفاً في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن الحريري اصطحبَ معه قصاصة من ورق، وقد أوردَ عليها أسماء وزراء مسيحيين زعمَ أن الرئيس ماكرون قام بتسميتهم. وعندما سُئل حول ما تسرّب إلى بعبدا حول قبول الرئيس الفرنسي أن تتألف الحكومة من 20 وزيراً أو أكثر، بادرَ الحريري إلى سحب الورقة ووضعها في جيبه، وإذاعة موقفه الشخصي، أي أنه لا يرى الحكومة إلا من زاوية 18 وزيراً إختصاصياً غير حزبي.وعليه، تتّجه الانظار إلى يوم الأحد المقبل، موعد إحياء الذكرى السنوية الـ16 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومن المتوقّع أن تحمل معها رسائل من أعيرة نارية مختلفة، ستمثل بالنسبة إلى مختلف المعنيين "قبلة التوجّه السياسي خلال الفترة المقبلة".

قد يهمك ايضا 

تكهُّنات بـ"تدخل خارجي" يُعطل تشكيل الحكومة اللبنانية ويستهدف "انهيارات إضافية"

أجواء التفاؤل في لبنان تشهد تراجعًا مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد زياراته ببعبدا واجتماع جاف مع الرئيس عون الحريري يستمر في حصاد الخيبات بعد زياراته ببعبدا واجتماع جاف مع الرئيس عون الحريري يستمر في حصاد الخيبات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:21 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الخميس 29-10-2020

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 05:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اكتشاف تقنية جديدة تساعد في إنقاص الوزن الزائد

GMT 05:31 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 10:54 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة عن القبول في جامعات الولايات المتحدة في "أميركية دبي"

GMT 09:15 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أيتام «داعش» مَنْ يعينهم؟
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia