لندن ـ تونس اليوم
يأتي افتتاح «مهرجان ريف للأفلام» في نسخته الثانية مشبعاً بعناصر طبيعية لافتة أرادها القيّمون على الحدث استكمالاً لما بدأوه في العام الماضي. فهو بمثابة جسر تواصل بين السينما والطبيعة، لا سيما أن نواته انطلقت من منطقة عكار، وبالتحديد من بلدة القبيات، تحت عنوان «أيام بيئية وسينمائية». وفي حين أفلام المهرجان في نسخته الأولى اتخذت من «طاحونة موسى» العكارية مركز عرض لها، فإنها هذا العام ستقام، على أرض مرج بسري في جنوب لبنان، وهو موقع يمثل نموذجاً لجمال لبنان وطبيعته. لماذا مرج بسري؟ «لأنه شهد هذا العام مسيرة كفاح ونضال نجحت في الإبقاء على معالمه بعد أن كان هناك مشروعاً يقضي بإقامة (سدّ بسري) عليه، وتم تفشيله بفضل المتمسكين بالبيئة اللبنانية والحفاظ عليها». تقول آليان الراهب، مديرة المهرجان، في حديث لـ«الشرق الأوسط».
أفلام من لبنان، وتونس، وفلسطين، وفنزويلا، وسويسرا، وإيطاليا، وغيرها تشهدها أيام المهرجان الممتدة من غد 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي حتى 21 منه.ويجري إطلاق المهرجان من معمل الحرير في بلدة القبيات العكارية افتراضياً بحيث تم تصوير كلمات ستلقى في المناسبة، إضافة إلى الإعلان عن بدء العروض عبر منصة «أفلامنا» الإلكترونية ومرج بسري. ويشهد هذا الأخير عرضاً حياً واحداً تطبق فيه قواعد التباعد الاجتماعي لفيلم «المرج»، في حين العروض الأخرى المتتالية ستكون افتراضية. ويحكي الفيلم، وهو من إخراج محمد صبّاح، قصة النضال الذي خاضه ناشطون بيئيون وآخرون يساندونهم لإيقاف مشروع سدّ بسري للري.
ويسبق العرض ندوة «مرج بسري بعد الانتصار، إلى أين؟» بحضور أهالي المنطقة، وبعض المختصّين القانونيين والبيئيين، وناشطين مدافعين عن المرج.ومن الأفلام الأخرى المعروضة في المهرجان «أرض بيي» لمورييل أبو الروس و«ميل يا غزيّل» لآليان الراهب من لبنان. كما نتابع أيضاً أفلام «روشميا» لسليم أبو الجبل من فلسطين، و«موج» لأحمد نور من مصر، و«أرض العسل من مقدونيا»، و«كان يا ما كان فنزويلا» لأنابيل رودريغيز، و«جنيف غداً» لغريغوري شوليه وإليزابيت فرنانديز من سويسرا. وتشهد عروض المهرجان تبديلاً في القسم الثاني منها، أي من 15 أكتوبر حتى 21، بحيث يجري عرض باقة من أفلام جديدة. وتؤكّد آليان الراهب، أن العروض ستكون متوفرة للجميع ومجاناً من خلال منصة «أفلامنا» الإلكترونية التي تتيح لهواة السينما الاستمتاع بصناعات سينمائية على أنواعها. وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «يشهد المهرجان أيضاً مسابقة في الأفلام القصيرة التي تتناول موضوع الجائحة. ويبلغ عددها نحو 20 فيلماً تحكي عن انعكاسات (كورونا) على أسلوب العيش في العالم عامة ولبنان خاصة». وتوضح «غالبية الأفلام المعروضة في هذا الإطار تتحدث عن التغييرات التي طالت الإنسان والناس إثر انتشار الوباء. كما تسلّط الضوء على كيفية تقديم الإنسانية على غيرها من القيم في ظل التجربة الصحية التي نخوضها». كما يتضمن المهرجان أفلاماً سينمائية تحت عنوان «بورتريه»، ويطل فيها مخرجوها على أهل القرى وأسلوب الحياة الذين يتبعونه فيها والتحديات التي تواجههم في هذا الموضوع. ومن الموضوعات الأخرى التي تتناولها أفلام سينمائية تشارك في المهرجان، تلك التي تغمز من قناة الثورة التي انطلقت في لبنان منذ 17 أكتوبر2019، «تتميز موضوعات هذه الأفلام بالإضاءة على مجموعات شكّلت حالها بحالها متكاتفة للمطالبة والدفاع عن حقوقها معاً». تقول آليان الراهب في معرض حديثها لـ«الشرق الأوسط».
واحتفالاً بالذكرى الأولى لانتفاضة 17 أكتوبر يركّز القيّمون على إدارة المهرجان على عروض تتناول النضال السياسي ضمن أفلام تحكي عن حب الأرض والتعلق بالوطن وجذوره. وهي تسلط الضوء في الوقت نفسه على المعارك التي يقودها الناس للمحافظة على أراضيهم، والنضال من أجل حقوقهم مع سرد لما استطاعوا تحقيقه أو العكس. وستمنح لجنة تحكيم مؤلّفة من الفنانتين ريما خشيش وكارول عبود والمخرج أحمد غصين جائزتين لمخرجين مشاركين في مسابقة أفلام «كوفيد - 19» وعددها 20 فيلماً. في حين يمنح الجمهور الجائزة الثالثة للفيلم الذي يحصد أعلى نسبة تصويت من قبله عبر الموقع الإلكتروني للمهرجان.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تعرف على مهنة أشرف عبد الباقي قبل مشواره الفني
تعرف على النجوم المتوجين على عرش "الأسد الذهبي" من "البندقية السينمائي"
أرسل تعليقك