3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - 3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة

سوريا
دمشق - تونس اليوم

لم يُخلق الفنَّ لتزيين الغرف... إنَّه آلةٌ يستخدمُها الإنسانُ من أجل الحرب والدِّفاع ضدَ الأعداء، لعلَّ مقولة بيكاسو هذه، تلخص هواجس ثلاثة شُبّان سوريين أعادوا برهنة العلاقة بين الفنِّ والحرب، قاطعينَ عهدًا على أنفسِهم كُلَّما اشتدَّت أصوات المدافع والقذائف، ازدادوا إبداعاً بكلِّ ما أوتوا.من مخلَّفات الحرب، أنقاضِ المنازل المدمرة، وبقايا هياكل، ولعبِ أطفالٍ، وقطع موتٍ، صاغ الشبان الثلاثة فنًّا  تمثَّل بمعرِضٍ تحت عنوان "عمل ٌواحد معرِضٌ واحد"، جسَّدوا فيه أفكارهم المثقلة بهموم المجتمع السوري الذي تعرض

لواحدة من أبشع الاستهدافات التي تحاول النيل من شخصيته المتكاملة، وأعمالاً حاولوا بها اختصار جزء من الواقع المرير لمن بقي على قيد الحياة، مُسخِّرين طاقاتِهم وإبداعهم لإيصالِ رسالتهم وتفرَّد هؤلاء الشُّبَّان بإنجاز أعمالٍ لأوَّل مرة بهذه الأحجام، استغرقت منهم أشهر عدة من اللمسات المتراكمة بدقة، مواظبين مع وضع التفاصيل النهائية لأعمالهم، على إظهار السَّلام من بين الركام.من قطع بحث عنها في مواقع المأساة التي استهدفت بلاده كيانا وشعبا، كانت أدواته، أمّا فكرته فأخذَ لها بُعداً فلسفيًا بعض الشَّيء، خُزيمة العايد أحد المشاركين بالمعرِض قال : أردتُ تنفيذ عمل مبهر للعين، استوحيتُ فكرتي من الكونِ والكواكب، وبحثتُ عن أكثر شيء مدمر كونياً؛ لأجد الثّقبَ الأسوَّد الَّذي يعتبر كتلة خرابٍ أو امتصاص يبتلع كلُّ شيءٍ من حوله لينتج ذلك الدَّمار، أسقطتُ فكرتي هذه على بلدي سورية، فشبَّهت سورية بكوكبٍ صغيرٍ حلَّ به الدَّمار، دمارٌ ثقافِيّ و اجتماعِيّ و اقتصادِيّ، أمّا الثقب الأسوَّد يمثَّل الأشخاص المُسببين لهذه الحرب.

وعن مجسَّمه العملاق، قال خزيمة: هو عبارةٌ عن كرةٍ قطرها 4 أمتار، وارتفاعها 4 أمتار، لُصقت عليها نفايات حقيقية، أُخذت من أماكن خلفتها الحرب، عَملتُ جاهداً بالبحثِ عن هذه النفايات، والَّتي أخذت الحيّز الأكبر من وقتي؛ لكي يكون كلّ جزءٍ من هذا العمل يُلامسُ جانبًا من حياة الزائرين للمعرِض.وأضاف: بصفتنا فنانين، واجبنا أن ننقل مشاعر النَّاس من حولِنا بأعمالِنا، فالفنُّ هو مرآةٌ للمجتمع، والذراعُ البصريّ للتعبير عن واقعنا، على أملٍ أن تصل رسالتي بتحويل القبيح إلى عملٍ جميلٍ.لم تنته الحرب، فآثارها لا زالت مستمرة، و(الثقب الأسود) الذي يخترق مجسمه الفني، مستمر بابتلاع آمال السوريين وهتك حياتهم القاسية، محاولا تحويلهم إلى أكوام من الجياع، بعدما نجح ذلك الثقب البربري، بجعلهم أكوام من الضحايا على مدى سنوات الحرب.

يعرب طلاع فنَّان مشارك بالمعرِض، قال: شاركت بمشروعٍ (video art) مدته 9 دقائق، يُعبّر عن الأشياء الّتي لا تنتهي، وربطها بالحربِ الَّتي نعيشها من خلالِ إظهار صور مختلفة عن بعضها من حيث التَّضاد اللونيّ الشديد المتناغم في الوقت ذاته بين الأبيض والأسوَّد؛ لتروي قصة أيَّام الحرب الَّتي نعيشها.وأشار طلاع إلى أن رسالته الرئيسة من عمله، هي نشر الأفكار والإلهام في سبيل إحداث نوع من التغيير، وبأنَّنا قادرون على تحويل رائحة الألم إلى أمل لنرسم واقع أجمل، وأضاف، استغرق عملي شهرًا متواصلًا من المجهودِ الفكريّ والتنفيذيّ، لإيصال فكرتي وهي محاكاة الواقع.واختزل طلاع رسالته ورفاقه في المعرض على اعتبارها "كلمة السوريين يتوقون إلى إيصالها للعالم وهم يصارِعونَ مخاضِ هذه المرحلة، من أجلِ فجرٍ جديدٍ يُليق بِهم، وبطموحاتِ شعبٍ بأكمله.

قد يهمك ايضا :

"المصالحة الروسي" تؤكد أن تحولات إيجابية داخل المجتمع السوري

أزمة عقود الزواج وحالات الطلاق ألقت بظلالها على المجتمع السوري

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة 3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia