تقدمت القوات العراقية في اليوم الرابع لعملية "قادمون يانينوى" العسكرية لتحرير الموصل، من محاور عدة استطاعت خلالها تحرير 7 قرى، الخميس ومحاصرة بلدات كبيرة مثل بعشيقة وبرطلة، واتجهت قوات البيشمركة الكردية في محور بعشيقة شمال شرق الموصل على دفعتين بمختلف أنواع الأسلحة وتمكنت من إحباط هجمات بسيارات مفخخة لتنظيم "داعش"، وتحكم قوات البيشمركة حاليًا السيطرة على الطريق الواصل بين تل كيف وباطنايا، في ظل أن تنظيم "داعش" يزرع الكثير من القنابل والألغام كما يستخدم القناصين لعرقلة تقدم القوات في محور تلسقف، وأن قوات البيشمركة تستمر بتطهير المنطقة من الألغام التي زرعها داعش".
وتخوض قوات البيشمركة قتالاً داخل بلدة بعشيقة وتطوقها منعًا لهروب عناصر "داعش" منها، وأعلنت قوات البيشمركة عن شنّ هجوم واسع مع استئناف اليوم الرابع لعملية تحرير محافظة نينوى من جميع محاور شمال الموصل، وقال أحد القادة الميدانيين الرائد عزيز مزوري لـ"العرب اليوم" أن قوات البيشمركة بدأت بهجوم واسع لاعادة ناحية بعشيقة من المحاور كافة من جهة محور الفاضلية ،والدوبردان ،والنوران، شمال الموصل ".وأضاف مزوري أن" قوات البيشمركة شنّت أيضًا هجومًا واسعًا أخرًا من محاورها كافة لتحرير مفرق السد الذي يخضع لسيطرة "داعش" من محور ناحية وانة ".وأوضح أن قوات الحكومة العراقية وقوات البيشمركة تشنّ حاليًا هجومًا أخرًا ضد عناصر "داعش" في بلدة تلسقف لإبعاد التنظيم عن مشارف البلدة والسيطرة عليها والاستعداد لاقتحام قضاء تلكيف بعد إعادة ناحية بعشيقة ومفرق السد وبلدة تلسقف أيضًا من الجهة الشمالية ".
كما تمكنت القوات العراقية وقوة من الحشد العشائري من دخول سبع قرى ضمن الساحل الأيسر لناحية القيارة جنوب الموصل، وقال قائد حشد السبعاويين في جنوب مقداد فارس السبعاوي إن"تشكيلات من القوات العراقية والحشد العشائري للسبعاويين شنّت هجومّا صباح الخميس، وتمكنت من استعادة قرى سيداوة والمكوك والخباطة والمناوير والصلاحية والخالدية وخنيصات ضمن الساحل الأيسر بالقيارة بعد أن انسحب منها أغلب عناصر "داعش" منذ ليلة الأربعاء.
ومن جهتها دمرت القوة الجوية بالتنسيق مع مديرية الاستخبارات والأمن مقرًا لداعش وقتلت من فيه بناحية حمام العليل جنوب الموصل. وذكر بيان لمديرية الاستخبارات العسكرية "أن القوة الجوية دمرت مقرًا لتنظيم "داعش" وقتلت من فيه بناحية حمام العليل جنوب الموصل".كما طوقت قوات جهاز مكافحة التطرف ناحية برطلة من جميع الجهات وتقترب من الإعلان عن تحريرها بشكل كامل.
وذكر بيان لجهاز مكافحة التطرف "أن قواته طوقت ناحية برطلة من جميع الجهات وتقترب من الإعلان عن تحريرها بشكل كامل، وكشفت مصادر محلية من الموصل عن قيام تنظيم "داعش" بإنشاء شبكة اتصال داخلية لعناصره بديلة عن أجهزة اللاسلكي المتوقفة جزئيًا في بعض مناطق الموصل، وأوضحت المصادر أن التنظيم أنشأ عددًا من أبراج الاتصالات الجديدة في مناطق متعددة فوق المباني العالية لتأمين التغطية، حيث شوهدت عناصر "داعش" وهي تحمل أجهزة شبيهة بأجهزة "السيناو" يستخدمونها فيما بينهم بديلاً عن الاجهزة التي كانوا يستخدمونها سابقاً والتي توقفت في الأيام الماضية، ما دفعهم لاستحداث وسيلة أخرى للتواصل مع العناصر في محاور القتال التي تحاول صد الهجوم الكبير من قبل قوات تحرير الموصل"
وأشارت المصادر إلى أن "داعش" وجه عناصره بنقل مكاتبهم الى الجوامع والكنائس دون نقل أثاث والاقتصار على الحاسبات والملفات المهمة فقط، وقال مسؤول محلي "إن تنظيم داعش أشعل النيران في معمل كبريت يعد الأكبر في الشرق الأوسط في ناحية الشورة جنوب الموصل"، وأوضح عضو مجلس بلدية ناحية حمام العليل مهند أحمد، إن "داعش أقدم على إحراق شركة كبريت المشراق ضمن ناحية الشورة جنوب الموصل"، ويعد المعمل من أكبر معامل انتاج الكبريت في الشرق الأوسط.
وأشعل مسلحو "داعش" النار في المعمل إثر تقدم القوات العراقية نحوه وتطويقه تمهيدا لانتزاعه من قبضة التنظيم المتشدد.وقال سكان محليون ، إن مجاميع مسلحة طوقت الكنائس في مناطق في سوق الشعارين وخزرج وحي النور، منذ ساعات صباح الخميس وقامت بنقل محتوياتها من أثاث ومستلزمات مختلفة إلى جهة مجهولة، و بعدها عملت على هدمها مستخدمة عجلات (الشفل) التي استولت عليها من بلدية الموصل ابان دخولها الموصل في 10 حزيران عام 2014، موضحين ان التنظيم دمر جميع الكنائس في هذه المناطق ثم قام بتجريف الأنقاض.وكان تنظيم "داعش" قد أضرم النار الأربعاء في دائرتي الجنسية العامة والجوازات في مدينة الموصل ما تسبب بإتلاف جميع محتوياتها.وفي شأن الحياة في مدينة نينوى بدأ السكان بالعودة إلى القرية الواقعة على الطريق إلى الموصل والتي استعادها الليلة الماضية قوات البيشمركة الكردية في الأيام الأولى من أكبر هجوم يُشن ضد تنظيم "داعش".
ولدى عودتهم وجدوا القرية ذات المكون الشيعي مليئة بالمتفجرات والتحصينات المحكمة تحت الأرض بعدما هجرها متشددّون تقهقروا لمسافة أقرب إلى الموصل التي تبعد 30 كيلومترا إلى الغرب، والموصل ،آخر معقل كبير لداعش في العراق،أكبر خمس مرات من أي مدينة أخرى سيطر عليها "داعش". وستوجه استعادتها ضربة حاسمة للتنظيم الذي أعلن خلافة فيها.لكن التحصينات الملغومة التي توجد أسفل هذه القرية وكذلك عبارات القدح الطائفي التي كتبت بالرذاذ على جدرانها تظهر مدى صعوبة التقدم نحوها.
وسيواجه عشرات الآلاف من القوات الموالية للحكومة عدوًا شرسًا قضى سنوات في الاستعداد ولديه تاريخ في استخدام الدروع البشرية. وسيكون سكان المدينة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة في طريق الأذى، هذا الجزء من شمال العراق من بين أكثر مناطقه تنوعًا إذ يضم الكثير من المجموعات العرقية والدينية التي تخشى هجمات انتقامية ويساورها القلق بشأن توازن القوى بعد طرد مسلحي "داعش".
وفي إعلان ربما يبث القلق في نفوس بعض المدنيين السنة في طريق القتال قال ائتلاف شيعي مسلح إنه سيدعم هجوم الجيش العراقي في تأمين بلدة تقع على أحد الطرق الرئيسية إلى الموصل.وقال الحشد الشعبي ،وهو ائتلاف لفصائل دربت إيران معظمها، إنه سيدعم القوات الحكومية المتقدمة صوب تلعفر الواقعة على بعد نحو 55 كيلومترا غربي الموصل.وستؤدي السيطرة على تلعفر إلى قطع طريق الهروب فعليا أمام مسلحي "داعش" الذين يريدون دخول سورية المجاورة وهو ما سيرضي القوات السورية التي تدعمها إيران. واتهمت القوات السورية، التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالتخطيط للسماح للمتشددين بمثل هذا الممر الآمن.ولكن ذلك قد يعرقل أيضًا هروب المدنيين من الموصل الذين يتعين اقناعهم بأن طريق الخروج آمن.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء إن قطع الطريق إلى سورية مسؤولية التحالف الذي يوفر الدعم الجوي والبري للقوات العراقية والكردية المشاركة في المعركة، وكان عدد سكان تلعفر قبل الحرب يتراوح بين 150 ألف إلى 200 ألف نسمة وكانوا خليطًا من السنة والشيعة التركمان إلى أن فر الشيعة من البلدة بعد أن سيطر تنظيم "داعش" على المنطقة.
وقال مسؤول عراقي كبير طلب عدم نشر اسمه "الإيرانيون والحشد الشعبي يعتزمون السيطرة على تلعفر بسبب أهميتها للشيعة واستخدام ذلك كوسيلة للانعطاف إلى الموصل.وأشار الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء "إن القتال سيكون صعبًا لكن تنظيم داعش سيهزم في الموصل". وعبٌر عن أمله في أن يعزز إرثه باستعادة أكبر مساحات ممكنة من الأراضي من التنظيم المتشددّ قبل أن يترك السلطة في يناير/ كانون أول.
وقال مسؤولون عراقيون وسكان من الموصل إن تنظيم "داعش" يمنع الناس من مغادرة المدينة لكن المدنيين يفرون من الأحياء والقرى الواقعة على الأطراف.
وتشير الأمم المتحدة أنه في أسوأ الأحوال قد تتسبب حملة الموصل في نزوح مليون شخص مما يتطلب مساعدات طارئة للسكن والغذاء. وحذرت من أن نحو 100 ألف شخص قد يصلون إلى سورية من منطقة الموصل، لكن مازال أغلب سكان المنطقة يقولون إنهم ينتظرون انتهاء القتال للعودة إلى ديارهم.
أرسل تعليقك