تونس -تونس اليوم
لم تخيب نجلاء بودن رئيسة الوزراء المكلّفة بتشكيل الحكومة في تونس، التوقعات التي رجحت أن تهيمن شخصيات نسائية على الحقائب الوزارية المنتظرة.وأعلنت رئيسة الوزراء التونسية المكلفة نجلاء بودن، السبت، أنه لأول مرة ستتجاوز نسبة تمثيل المرأة 50 في المئة في الحكومة التونسية الجديدة.وذكرت بودن في تدوينة لها على موقع "فيسبوك" أن الحكومة ستتكون من كفاءات نسائية وشباب قادر على إحداث الفارق في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد.ويرى مراقبون للشأن التونسي أن نجلاء بودن كونها أول سيدة عربية تتولى منصب رئاسة الحكومة ستحرص على أن يشمل التشكيل الحكومي مفاجآت لا تقل أهمية عن اختيارها للمنصب الذي تشغله حالياً رغم ابتعادها عن العمل السياسي المباشر.
المرأة والشباب وقالت مريم اللغماني، النائبة المستقلة في مجلس نواب الشعب التونسي، إنها تتوقع أن تشهد حكومة نجلاء بودن المنتظرة مناصفة وتمثيلا أكبر للشباب والمرأة. وأوضحت اللغماني، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلة: "نراهن اليوم على تونس جديدة يكون فيها تمثيل أكبر للشباب داخل كل هياكل الدولة". وعن تمثيل المرأة في تشكيلة الحكومة الجديدة، قالت مريم إن هذا الأمر ليس بجديد، بل هو تقليد تونسي حضاري وعريق، ونأمل أن يتعزز عدد السيدات ضمن التشكيلة الحكومية ويكون هناك تناصف جدي، خاصة في الحقائب المهمة".وتمنت اللغماني أن يقع اختيار نجلاء بودن على شخصيات نسائية لتولي حقائب سيادية مثل العدل والداخلية وغيرها، مع ثقتها بجدارة المرأة التونسية على إدارة مثل هذه الوزارات المهمة والحساسة بكفاءة.وأثنت النائبة التونسية على اختيار نجلاء بودن رئيسة للحكومة، وقالت: "اختيار نجلاء بودن كأول وزير أول في تاريخ تونس والعرب ليس فقط رسالة إيجابية للداخل التونسي الذي بدأ يتململ من الفراغ وعدم الوضوح بل هو رسالة جد مهمة للخارج كذلك.. تمنياتي بالتوفيق للرئيسة".
تحديات الحكومة الجديدة ويرى مراقبون في تونس تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" أن نجلاء بودن تواجه تحديا كبيرا في إثبات قدرة المرأة التونسية على تولي مناصب عُليا، وكذلك إظهار الكفاءة المطلوبة لإدارة المرحلة الانتقالية التي من المنتظر أن تشهد إصلاحات سياسية. ويعزز عدم انتماء نجلاء بودن إلى تيار سياسي أو حزبي في تونس من فرص نجاحها في تشكيل حكومة توافقية. وبموجب التدابير التي أعلنها الرئيس التونسي في 22 سبتمبر الماضي، فإنها ستقترح أسماء الوزراء فقط، بينما يبقى القرار النهائي بيد الرئيس.وقبل اختيار بودن لتشكيل الحكومة، كانت التقديرات تشير إلى أن اختيار الرئيس التونسي سيقع على الوزيرة نادية عكاشة، مديرة مكتبه وكبيرة مستشاريه، لكن اختيار الرئيس لأستاذة الجيولوجيا البعيدة عن العمل السياسي جاء مخالفا لتلك التوقعات.
لا مكان للفساد ويوضح عثمان جريو، مدير الحملة الانتخابية للرئيس التونسي قيس سعيد، أن المعيار الأول لاختيار وزراء الحكومة الجديدة، ليس أن يكون المرشح رجلا أو امرأة، بل أن يكون ولاؤه لتونس فقط، مع استثناء الفاسدين ومن هرولوا خلف المناصب لمصالح خاصة في السابق. ويقول جريو، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن جميع الوزارات، خاصة السيادية منها، لن يتولاها أي شخص يسعى لهدف شخصي في الفترة الاستثنائية الحالية. ويضيف أن "الرئيس التونسي ليست له عداوة مع أي مواطن ويقف في صف الشعب، لكن من ينغمس في الفساد فهو مرصود من الرئيس، والمواطنون الذين تظاهروا ضد الفساد والأجندات الخارجية هم من استند لهم الرئيس في قرارات يوليو الماضي".ويلفت مدير حملة الرئيس التونسي إلى أن قيس سعيد لن يرضخ أمام أي حزب يسعى لتحقيق مكاسب على حساب المواطن، ولن يتراجع أمام محاولات الابتزاز الهادفة لتعطيل الإجراءات الإصلاحية التي يتخذها بعد تجميد البرلمان وعمل الحكومة.
قد يهمك ايضا
الرئيس التونسي قيس سعيد يواجه إتهامات بـ«الانفراد بالسلطة»
جدل في تونس بعد قرار الرئيس التونسي قيس سعيد التشريع بالأوامر الرئاسية
أرسل تعليقك