واشنطن - أ ف ب
تنتظر الأرض موعدا فلكيا فريدا في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي، حين يتزامن تمام البدر مع خسوف كليّ للقمر ووجوده على أقرب مسافة له من الأرض، ما يولّد ظاهرة يسميها العلماء "قمر الدمّ الأزرق العملاق". وفي حال كانت الأحوال الجوية صافية، فسيكون سكان الأرض على موعد الأربعاء مع مشهد يحبس الأنفاس. وتقول ساره نوبل الباحثة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) "أثناء الخسوف، سنكون قادرين على مشاهدة انعكاسات شروق الشمس وغروبها على سطح القمر".
تنجم هذه الظاهرة عن تقاطع نادر لهذه الدورات الفلكية، أي أن يكون القمر في أدنى مسافة له من الأرض، وأن يكون بدرا تاما، وأن يكون واقعا على خط مستقيم مع الشمس والأرض بحيث تكون في الأرض في الوسط حاجبة ضوء الشمس عنه تماما.
- القمر الأزرق -
المقصود بعبارة "القمر الأزرق" أن يكون بدرا تامّا مرة ثانية في شهر واحد، وهي ظاهرة تقع مرة كل سنتين ونصف السنة، وهي لا تعني أن القمر يبدو أزرق اللون.
واستخدمت عبارة "القمر الأزرق" لهذه الظاهرة بسبب "خطأ في مجلّة +سكاي أند تلسكوب+ تعود للعام 1946"، بحسب كيلي بيتي المحرر في هذه المطبوعة الأميركية المتخصصة. ومكمن الخطأ أن هذه العبارة تستخدم في الإنجليزية للدلالة على حدث نادر الوقوع، وليس لازرقاق ضوء القمر فعلا.
بعد ذلك انتشرت هذه العبارة في العالم وأثارت اهتمام الناس، وصارت في ما بعد اسما لمشروبات كحولية ذات انتشار واسع.
- القمر العملاق -
سيقع خسوف القمر بعد 27 ساعة فقط على بلوغه مسافة هي من الأدنى التي يمرّ بها في دورانه حول الأرض، وهي ما يسميه العلماء "القمر العملاق" إذ يبدو ضخما في السماء. ويدور القمر حول الأرض في مسافة متوسطة تبلغ 384 ألف كيلومتر. والمسافة الأبعد له هي 406 آلاف كيلومتر، والمسافة الأدنى 356 ألفا و410 كيلومترات، أما في ذاك اليوم فستكون المسافة 359 ألفا، أي قريبة جدا من المسافة الدنيا.
ويقول عالم الفضاء جايسن أوفدنبرغ "تتكرر كثيرا ظاهرة القمر العملاق وظاهرة خسوف القمر، لكن تقاطعهما معهما لا يتزامن كثيرا مع ظاهرة القمر الأزرق". والمرة الأخيرة التي سجّلت فيها ظاهرة مماثلة كانت في 30 كانون الأول/ديسمبر 1982، وأمكن مشاهدتها من أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا.
أما في أميركا الشمالية، فسجّلت هذه الظاهرة آخر مرة في 31 آذار/مارس 1866، وقبل ذلك في 31 أيار/مايو 1341، بحسب السجلّات.
- قمر الدم -
يسمّى القمر "قمر الدم" حين يقع الخسوف وهو في أدنى مسافاته من الأرض، أو ما يسمّى بالحضيض المداري. في هذه الحالة لا يصبح أسود اللون تماما، فصحيح أن الأرض تحجب أشعة الشمس عن الوصول إليه مباشرة، لكنها في المقابل تعكس بعض أشعتها من سطحها إلى سطحه، فيبدو أحمر اللون.
ويبدو القمر حين يكون في الحضيض المداري أكبر بنسبة 14 %، وأكثر توهّجا بنسبة 30 % مما هو عليه الحال حين يكون في أقصى مسافاته عن الأرض. وسيكون ممكنا مشاهدة "قمر الدم الأزرق العملاق" في آسيا والمحيط الهادئ وروسيا وفي الغرب الأميركي، وجزئيا في شرق الولايات المتحدة. ويُتوقّع أن تتكرر هذه الظاهرة في 31 كانون الثاني/يناير 2037. لكن علماء الفضاء ينتظرون بفارغ الصبر الخسوف التام للقمر في الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير 2019، والذي سيشاهده قرابة منتصف الليل سكان السواحل الأميركية ومن ثم في عموم الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك