رسائل 4  5

رسائل (4 - 5)

رسائل (4 - 5)

 تونس اليوم -

رسائل 4  5

بقلم : مصطفى الفقي

الأولى إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب»:

لقد تابعت زيارتكم الأخيرة لـ«نيجيريا»، أكثر الدول الأفريقية سكاناً، والتى تمثل أكبر تجمع للمسلمين فى القارة. لقد كانت هذه الزيارة فتحاً حقيقياً فى التعامل مع أشقائنا الذين تربطنا بهم أقوى الروابط، ولقد سعدت بأخبار زيارتكم للبابا «فرنسيس» فى «الفاتيكان» لأول مرة فى تاريخ العلاقة بينه وبين «الأزهر الشريف»، ولعلك تذكر يا فضيلة الإمام عندما كنت أنت رئيساً لجامعة الأزهر أنْ دعوتنى إلى محاضرة عامة، وشرفتنى بحضورها فى قاعة الإمام «محمد عبده»، وتطرق الحديث يومها إلى الزيارة التى كانت منتظرة من الإمام الراحل الدكتور «سيد طنطاوى» إلى «بابا الفاتيكان» السابق، الذى كان معروفاً بعلاقته غير الودية مع العالم الإسلامى، ويومها كنا نطلب الإعداد الجيد لتلك الزيارة- التى لم تتم- حتى تكون فتحاً مبيناً فى العلاقة بين أكبر مركز إسلامى فى العالم وبين القيادة الروحية للشعوب الكاثوليكية، وهو ما يعبر عن لقاء روحى بين المليارات من البشر.. وفقك الله فى مهمتك التى أنت أهلٌ لها.

الثانية إلى قداسة البابا «تواضروس الثانى»:

عندما كنت سفيراً فى «النمسا» فى منتصف تسعينيات القرن الماضى جاءنى الراحل الدكتور «سمير استينو»، الطبيب المصرى الشهير فى «النمسا»، على رأس وفد من الأقباط فى «فيينا»، يشكون عدم وجود كنيسة مصرية مستقلة، وأنهم يؤدون شعائرهم فى كنيسة صغيرة ملحقة بمقر «الأمم المتحدة»، وهى لا تكفيهم شكلاً ولا حجماً وليس فيها دورة مياه، وأنهم يطلبون تدخلى لإنشاء كنيسة مصرية «أرثوذكسية» فى العاصمة النمساوية، وذهبت يومها للسفير «كريستيانى»، رئيس قسم الشرق الأوسط فى الخارجية النمساوية، واقترحت عليه أن تعطينا الدولة ولو بالإيجار إحدى الكنائس الكاثوليكية الأثرية المغلقة وما أكثرها، فأبدى الرجل يومها انزعاجاً شديداً من الفكرة، وقال لى: إن الفروق بين المذاهب فى المسيحية أكبر مما تتصور، ولا تسمح بذلك! ونصحنى بالذهاب إلى عمدة «فيينا»، وطلب بناء كنيسة قبطية فيها، وقد فعلت ذلك حتى تحقق لنا ما أردنا، وحضر البابا الراحل «شنودة الثالث» ووضع حجر أساسها ثم ترأس الاحتفال بعد ذلك بسنوات عند اكتمال إنشائها، لقد تذكرت كل ذلك يا قداسة البابا عندما علمت أن «كاردينال النمسا» قد وافق على منحنا مبنى كنيسة «السيدة العذراء المنتصرة» الأثرى ليكون كنيسة أخرى للأقباط فى «النمسا»، ولاشك أن ذلك يعبر عن تقديرهم لـ«مصر» واحترامهم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. فهنيئاً لنا ولكم بما تحقق أخيراً.

الثالثة إلى الدكتور «مجدى يعقوب»:

لابد أن أشيد بتواضعك الملائكى وشخصيتك الراقية وحسك الإنسانى الرفيع، وما أكثر ما التقيتك مُجْهَداً من أعباء العمل الذى تحمل رسالته عبر السنين، تجلب الشفاء للمرضى فى أى مكان فى العالم تشعر بحاجته إليك، لا تفرق بين مريض وآخر بسبب دين أو جنس أو لون أو مستوى اجتماعى، فأنت ابن الإنسانية البار فى كل الظروف، والوطن يذكر لك أيضاً الساعات التى قضيتها فى اجتماعات «لجنة الخمسين لإعداد الدستور»، فالحس الإنسانى والشعور الوطنى يلتقيان فى شخصك.. أدعو الله لك بطول العمر ودوام العطاء.


الرابعة إلى الدكتور «أسامة الأزهرى»:

إذا تحدث البعض عن الخطاب الدينى تذكَّرتك، فأنت من العلماء الذين يجددون شباب الإسلام ويعيدون إلى الأذهان الشخصيات العظيمة فى تاريخ الدعوة إلى دين الله بعيداً عن الغلو والتشدد بنهج الوسطية والاعتدال، وإذ اختارك رئيس الجمهورية مستشاراً له وعضواً فى برلمان الدولة فإن ذلك هو وضع للإنسان المناسب فى المكان الصحيح، إننى أدعو الله أن يجعل على يديك أنت وشباب «الأزهر الشريف» تجديد روح الدين وتحويل خطابه إلى مفردات عصرية لا تنال من الثوابت ولكنها تركز على الجوهر سعياً نحو التسامح الحقيقى والوحدة الوطنية الصادقة وحفاظاً على صورة الإسلام الحنيف فى وقت تنهال فيه عليه السهام من كل اتجاه، أيها الأزهرى المجدد.. ليكن منك ما يربطك بالعصور الزاهرة لتلك المؤسسة العريقة التى تنتسب إليها أنت اسماً وعلماً!

الخامسة إلى الدكتور «مراد وهبة»:

يا «ابن رشد» المصرى، أيها الفيلسوف صاحب الانتماء الواضح والفكر الذى لا يتلون، والذى نظرت إليه المؤسسات العلمية والمجامع الفلسفية بتقدير وانبهار ولكن وطنه ضنَّ عليه حتى الآن ولو بإحدى جوائز الدولة الكبرى رغم أنك عضو فى «المجلس الأعلى للثقافة» حيث تمر أمامك الجوائز كل عام وأنت الفيلسوف الحارس والمفكر الرصين وأستاذ الأجيال عبر السنين، لقد عرفتك عن قرب وارتدت صالونك كلما استطعت وبهرتنى دائماً شخصيتك الهادئة و«الكاريزما الفكرية» التى تتمتع بها وسط زملائك وتلاميذك، وقديماً قالوا: «لا كرامة لنبى فى وطنه»، وأضافوا أيضاً «إن شاعر الحى لا يطربه»!

السادسة إلى الدكتورة «هدى جمال عبدالناصر»:

يا زميلة الدراسة التى لم تنقطع صلتنا بها هى وزوجها الصديق الأستاذ «حاتم صادق» منذ أكثر من خمسين عاماً، إن أباك الذى ملأ الدنيا وشغل الناس رحل فى الثانية والخمسين من عمره القصير نسبياً بسبب عواصف السياسة وأنواء الحروب وأعباء الحكم، وعندما قمتِ أنت بتسجيل علمى دقيق وكامل لتراثه السياسى وإرثه الفكرى- حديثاً وكتابة- فإنك قدمتِ أيضاً خدمة رفيعة لجمهرة الباحثين فى التاريخ المصرى المعاصر وتحليتِ دائماً بالأمانة العلمية والحياد الأكاديمى والموضوعية والصدق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل 4  5 رسائل 4  5



GMT 08:20 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كتاب الشارقة: طبيب الأطباء

GMT 05:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

في حضرة العلماء

GMT 07:31 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

تغول السلطة التنفيذية

GMT 04:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

حزب الوفد

GMT 01:52 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تكريم السادات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia