معضلة مصر الخطيرة

معضلة مصر الخطيرة

معضلة مصر الخطيرة

 تونس اليوم -

معضلة مصر الخطيرة

عماد الدين أديب

نحن أمام معضلة شديدة التعقيد والصعوبة فى الحل.
جماعة الإخوان لا تعترف بنظام ثورة 30 يونيو، رغم أنه قائم ويتطور يوماً بعد يوم، والنظام الحالى لا يرى أى شرعية أو وجود حالى أو مستقبلى للجماعة، رغم أنها تتظاهر فى الجامعات والشوارع وتحدث أضراراً بأعمال إرهابية داخل مصر، وتحدث جلبة إعلامية وسياسية خارج البلاد.
نظام ثورة يونيو يؤمن بأن أيام الجماعة معدودة، وأنصار جماعة الإخوان يؤمنون بأن مشاكل مصر الداخلية سوف تلتهم النظام القادم.
هذه المعركة الصفرية، فى العادة، ليست واقعية، بقدر ما هى تعكس حالة التوتر الشديد والاستقطاب العظيم الذى تعبر عنه كل الأطراف.
وقد يسأل سائل: هل قمة التشدد تعكس تحجراً فى جوهر المواقف، أم أنها مواقف تفاوضية تبدأ برفض الآخر وإنكار وجوده ثم تنتهى إلى البحث عن حل أو تسوية. لا أحد مطلع على حقيقة مواقف ونوايا كل طرف تجاه الآخر، ويبدو أن الوقت وحده، خاصة الشهور الستة الأولى التى سوف تعقب اختيار رئيس جديد للبلاد، سوف يوضح لنا إلى أين تذهب الأمور.
المؤلم أنها معركة لا منتصر فيها، والجميع فيها قد خسر مقدماً، وسوف يخسر لاحقاً.
إنها حالة تشبه حينما تتشاجر يدك اليمنى ويدك اليسرى وكل منهما ممسكة بسكين!
فى هذه الحالة لا فائز، والخاسر فى الحالتين هو أنت!
والسذج أمثالى كانوا وما زالوا يرون أن أولوية الأولويات ليست من يحكم مصر، ولكن من الذى يستطيع أن يعبر بها من نفق الأزمة الاقتصادية الطاحنة والضاغطة.
إن حكم مصر ليس غنيمة، بل هو مسئولية لا تقدر الجبال على تحملها.
إن حاكم مصر القادم، كائناً من كان، سوف يتحمل ما لا يطيق بشر، ولا يقدر عليه كل حكام الأرض مجتمعين.
إن اقتصاد مصر من ناحية، وأحلام ملايين البسطاء من ناحية أخرى، وسيف الوقت المسلط على رقبة الحاكم لتحقيق الأحلام، كلها تشكل ضغوطاً أسطورية على من يجلس على مقعد الرئاسة فى الاتحادية.
كان الله فى عون الرئيس القادم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معضلة مصر الخطيرة معضلة مصر الخطيرة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia