كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة

كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة؟

كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة؟

 تونس اليوم -

كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة

بقلم : عماد الدين أديب

علينا كنخبة سياسية مصرية أن نتلقى دروساً مكثفة فى محو الأمية فيما يمكن وصفه بـ«آداب الخلاف فى المسائل الوطنية».

من حقنا أن نختلف على مواقفنا وآرائنا ومشاعرنا تجاه النظام أو الحكومة أو الرئيس.. هنا أتحدث عن أى نظام وأى حكومة وأى رئيس فى أى عهد من العهود.

والاختلاف هو من طبيعة خلق الخالق، ولو شاء الله لخلقنا على هيئة واحدة وعقل واحد ورؤى واحدة.

الاختلاف هو سنّة كونية من سنن الحياة، لذلك علينا أن نعترف بضرورة وجودها ونحترم قيمتها السامية فى حياتنا.

الأزمة ليست فى أن نختلف ولكن فيم نختلف؟ وكيف نختلف؟

علينا أن نتحضر ونتصرف برقى فى خلافاتنا، فلا تقهر الأغلبية رأى الأقلية، ولا تقوم الأقلية بتجريح الأغلبية.

ويمكن الخلاف فى أى شىء إلا فيما له علاقة بمصلحة الوطن والناس.

وليكن مقياسنا هو أن كل ما يفيد مصر وشعبها هو أمر أدافع عنه، وكل ما يضرها أختلف معه بصرف النظر فى الحالتين عمن يحكم وعن طبيعة النظام أو أسماء الأشخاص.

مصلحة مصر هى قضية موضوعية وليست قضية مصلحة شخصية أو ثأر شخصى.

من هنا أتوقف طويلاً أمام بعض ردود الفعل السلبية تجاه الإنجازات الكبرى التى تحققت فى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر. وأشعر بحزن شديد تجاه تشكيك البعض فى هذه النتائج أو وصفها بأنها محاولات سعودية لشراء مصر.

إن بناء جسر بين مصر والسعودية هو خدمة جليلة للشعبين المصرى والسعودى وليس خدمة لنظام الحكم فى البلدين.

إن دعم مستشفى قصر العينى هو عمل إنسانى نبيل لآلاف المرضى الذين يبحثون عن علاج محترم وليس جائزة للحاكم أو الحكومة.

إن بناء مدينة للبعوث الإسلامية فى الأزهر هو عمل رائع لدور الأزهر الوسطى فى خدمة الإسلام وليس دعماً شخصياً لأى مسئول مصرى.

إن زيادة الاستثمارات المباشرة فى الزراعة والصناعة والنقل والطاقة هى إنقاذ لشعب مصر الصبور من همومه ومتاعبه الاقتصادية وخلق لفرص عمل يحتاجها شبابنا وليس حكومتنا.

كل خير يذهب إلى الناس يجب أن أدافع عنه وأباركه بصرف النظر عن موقفى السياسى من طبيعة النظام أو رؤيتى لشرعيته أو أشخاصه.

فى شئون الوطنية المصرية يجب أن نترفّع تماماً عن الثأر والكيد والتشكيك، هكذا تصبح المعارضة معارضة وطنية ومحترمة.

اختلف كما شئت ومع من تشاء، ولكن لا تختلف فيما ينفع الوطن والناس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia