قيمة الحكم

قيمة الحكم

قيمة الحكم

 تونس اليوم -

قيمة الحكم

بقلم: عماد الدين أديب

اتفق علماء السياسة على أن المبرر الأساسى لسعى فرد أو حزب أو مجموعة للحكم، هو السعى لإقامة العدل والحرية، شريطة موافقة واختيار الشعب لهؤلاء.

ويقول سيدنا عمر بن عبدالعزيز، أحد أهم الخلفاء الراشدين، فى السعى لتحقيق العدل والمساواة والإنصاف: «إن الحكم لا يساوى جناح بعوضة، إذا كان الهدف هو الجاه والسلطان».

وعاد وقال: «الحكم الرشيد هو الذى يسعى لإقامة العدل».

من هنا يصبح السؤال العظيم الذى يجب أن يدق عقل وقلب أى إنسان يسعى إلى الحكم أو تولى أى وظيفة عامة، هو: «لماذا أريد أن أحكم وأن أكون فى كرسى السلطة»؟

إذا كان الهدف هو طلب الحكم من أجل السلطة والجاه والسلطان والثروة وخدمة المصالح الخاصة، فهذا هالك لا محالة!

أما إذا كان الهدف هو خدمة الناس وتحقيق الإنصاف وإشاعة العدل والأمن والاستقرار لوجه الله ولخدمة الوطن والمواطن بكل نزاهة وتجرّد وبعد عن أى مصالح خاصة، فهذا ما تحتاجه حقاً البلاد والعباد.

من المهم للغاية أن تعرف ما جوهر فلسفة الحاكم بالنسبة للحكم؟

الحكم هو خدمة عامة وليس جائزة خاصة، وهو تكليف وليس تشريفاً.

وبعض الحكام على مر التاريخ كانوا يرون أن الحكم مهمة ثقيلة تنوء بحملها الجبال وهو نوع من الابتلاءات الكبرى التى تصيب الإنسان، لأنه اختيار صعب فى الدنيا وموضع حساب عسير من الخالق يوم الحساب.

ويحكى أن الخليفة هارون الرشيد سأل أحد علمائه فى مجلسه أن يخلص له القول حول قيمة الحكم فى وقت كان فيها هارون الرشيد يملك مملكة من أقصى الأرض إلى أدناها، فقال العالم لهارون، متسائلاً: قل لى يا خليفة المسلمين: كم تساوى شربة ماء لك إذا كانت هى الأخيرة المتاحة لك؟

فقال هارون: إذا كانت آخر شربة ماء أعطيها نصف ملكى ومملكتى.

عاد العالم وسأله: وماذا تعطى من أجل أن يتم تصريف شربة الماء هذه (أى الذهاب للمرحاض)؟

فقال: أعطيها نصف ملكى الثانى!

نظر إليه العالم، وقال: إذاً فلتعرف أن قيمة ملكك لا تزيد على كوب ماء ودخول مرحاض!

سمع «هارون» ذلك فبكى بكاءً شديداً!!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيمة الحكم قيمة الحكم



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia