صديقى سامح سيف اليزل

صديقى سامح سيف اليزل

صديقى سامح سيف اليزل

 تونس اليوم -

صديقى سامح سيف اليزل

بقلم : عماد الدين أديب

أخى الحبيب «سامح»..

هذا أول صباح تشرق عليه الشمس منذ 32 عاماً وأنت فى عالم آخر بعيد عنى. منذ 32 عاماً وصداقتنا قائمة على المحبة والعطاء دون حساب، وعلى الخير دون مصالح.

عرفتك محباً لأسرتك، لأصدقائك، لوطنك، حتى أصبح كل من عرفك يضرب بك المثل فى العطاء.

لم تفارقك ابتسامة الرضا طوال حياتك، وأنت ترى الدماء فى هزيمة 1967، وفى ويل النيران فى حرب الاستنزاف وفى اللحظات الصعبة عقب عبور خط بارليف. فى تاريخك الحافل فى جهاز المخابرات أعطيت لوطنك الكثير مما يجهله الناس، ومما قد تكشف عنه الأيام عندما لا يصبح التاريخ مجموعة ملفات سرية للغاية.

عرفتك وأنت تعمل كدبلوماسى فى لندن حينما كانت المقاطعة العربية على أشدها، كانت المقاطعة للسفارة، لكنها لم تكن مفروضة عليك، كان كل الدبلوماسيين العرب فى لندن يعتبرونك أخاً وصديقاً ومصدر ثقة.

لم تتأخر يوماً عن خدمة من تعرفه أو من لم تقابله فى حياتك، وكأنك مكتب خدمات إنسانية يعيش وسط البشرية، دوره إسعاد الناس وحل مشكلاتهم. عشت رجلاً يؤمن بأن جيش مصر هو الحارس الأمين لأمن وسلامة الوطن، ورغم أنك تركت الخدمة العسكرية وتقاعدت من الأمن القومى، إلا أنك ظللت حتى آخر لحظة فى حياتك «تحت السلاح» ورهن الخدمة الوطنية دون مقابل.

وعقب يناير 2011، وبعدما ظللت الغيوم فوق سماء السياسة، كنت الصوت الأقرب إلى قلوب الناس، كى تبعث الطمأنينة فى قلوبهم، شارحاً لهم حقيقة تعقيدات الأوضاع الأمنية فى البلاد.

كان صوتك هو مبعث الطمأنينة فى لحظات التوتر الداخلى، وأيام حظر التجول، والعمليات العسكرية فى سيناء.

ورغم مرضك اللعين، عملت مئات الساعات المرهقة للإعداد للانتخابات البرلمانية، وتكوين مجموعة «دعم مصر»، رغم علمك أن العد التنازلى لحياتك قد بدأ. واجهت المرض بابتسامة الرضا. واليوم يا صديقى أنت -بإذن الله- فى مكان أفضل، بعيداً عن جنون البرلمان وهستيريا الإعلام، وصراع الناس على السلطة.

اليوم يا صديقى جاءت نهاية الرحلة، وحان وقت الرحيل إلى عالم لا كذب ولا ظلم ولا نفاق فيه، إنها الدار الباقية عند مليك مقتدر لا يظلم عنده بشر. سوف تبقى فى قلبى دائماً نموذجاً لنعم الأخ والصديق، وسوف أستمر فى حالة حداد حتى نلتقى.

رحم الله سامح سيف اليزل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صديقى سامح سيف اليزل صديقى سامح سيف اليزل



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia