حفلة جنون إعلامى

حفلة جنون إعلامى

حفلة جنون إعلامى

 تونس اليوم -

حفلة جنون إعلامى

عماد الدين أديب

قررت النخبة السياسية والإعلامية أن تمارس الانتحار الجماعى أمام شاشات التليفزيون ومواقع الإنترنت.

قرر الجميع أن يثأر من الجميع، وقرر الجنون أن يمارس الجنون، وأن يواجه العبث العبث، وأن يصبح العدم والدمار هو الهدف الأسمى لهذه المواقع المهمة فى بلادنا.

وجلس الملايين فى الأيام القليلة الماضية يشاهدون النخبة فى مصر وهى تبذل قصارى جهدها وتسخر كل طاقاتها ليس لإثبات قدراتها الإيجابية فى الإصلاح، ولكن أن تثبت عظمتها وتفوقها فى تدمير الآخر والإساءة للغير.

أصبحت المعركة المقدسة هى «الحط من قدر الآخر» بأى ثمن، وبأى وسيلة أخلاقية أو غير أخلاقية.

إنها معركة اللامنتصر، الجميع سيخرج منها ملوثاً ممزقاً محطماً أمام الرأى العام سواء كان شاتماً أو مشتوماً.

إنه سباق «من الأسوأ» أنت أم أنا؟

إنها معركة تدمير الآخر وتدمير الذات.

إنها لعنة الاغتيال المعنوى للغير.

العنف اللفظى تحول إلى بوادر عنف بدنى، أصبحت مفردات الكلام هى حروف السباب، وأصبحت الضربات هى «تحت الحزام». الجميع يحمل للآخر حقيبة بها أطنان الوثائق التى تثبت صدقاً أو كذباً التاريخ الأسود للخصم.

ثبت من جراء هذا الصراع أن الجميع فاسد، ومنحط، وصاحب تاريخ أسود، وعميل لدول وسفارات أجنبية وعميل سلطة فى كل العصور. إذا كان ذلك صحيحاً، فهذا يعنى -ببساطة- أننا لا نستحق أن نكون نخبة ولا أن نتحمل مسئولية توجيه عقل وضمائر هذا المجتمع لأن فاقد الشىء لا يعطيه.

أخطر ما فى «حفلة الجنون» المستمرة التى نعيشها هذه الأيام أنها تخدم بقوة أعداء ثورة 30 يونيو.

المذهل أن كل أطراف هذه الحرب العبثية هم من أركان وأنصار ثورة 30 يونيو. المذهل أن القاتل والقتيل والرصاص المستخدم ينتمى إلى داعمى نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى.

يا لها من فرحة عظيمة لدى خصوم النظام وعلى رأسهم جماعة الإخوان التى تتابع هذا المشهد فى شماتة قائلة «إديلو وعبيلو».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفلة جنون إعلامى حفلة جنون إعلامى



GMT 08:52 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 03:37 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

قمة المكاشفة بين السيسى وترامب

GMT 04:35 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حلم مصر الإفريقى!

GMT 06:51 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

أمام تحقيق الحلم: الوقت عدو «السيسى» الأول

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia