العفو الرئاسي

العفو الرئاسي

العفو الرئاسي

 تونس اليوم -

العفو الرئاسي

عماد الدين أديب

دخل نيلسون مانديلا التاريخ، لأنه عرف العفو وتنازل عن الثأر التاريخى، وخرج أدولف هتلر من التاريخ، لأنه عرف القتل والغزو والاحتلال وأفران النازى العنصرية.

واستطاع سيد الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أن يضرب المثل فى التسامح الإنسانى حينما قاد عشرة آلاف مقاتل مسلم ودخل مكة فاتحاً من أبوابها السبعة فى سلمية غير مسبوقة فى التاريخ لم يجرح فيها أصبع ساكن واحد من سكان مكة الذين كانوا حتى تلك اللحظة يعبدون الأوثان ولا يؤمنون بالله الواحد القهار ولا برسوله خاتم الأنبياء.

والذى لا يعرفه البعض أن كثيراً من سكان مكة حتى بعد الفتح الإسلامى ظلوا على كفرهم يعبدون الأصنام، ولم يتعرض لهم إنسان.

يومها لم يتهم أحد الرسول بأنه فرط فى حق الدين أو فى حق المهاجرين الذين ضاقت بهم الأرض وخرجوا إلى الحبشة ثم بعدها إلى المدينة هرباً من ظلم الكفار.

ويبدو أن هناك فى آخر النفق السياسى المصرى هذه الأيام بصيصاً من ضوء عن التسامح والعفو بشكل عام بدأ يتردد بخجل لكن من الممكن أن يترك آثاره على ذهنية النخبة السياسية فى مصر.

وأتوقف طويلاً أمام إجابة الرئيس عبدالفتاح السيسى عند لقائه بالصحفيين العرب منذ أيام، وقوله: «إن القانون يقتضى بألا يمكن أن يكون هناك عفو رئاسى عن أى متهم إلا بعد أن تكون الأحكام القضائية نهائية».

ولا أقول إن الإجابة تعنى أن هناك قراراً بالعفو عن أى متهم ولكن نقول إن الفكرة ليست مستبعدة وإلا لكانت إجابة الرجل: «لا، لن أستخدم سلطة رئيس الجمهورية فى إصدار أى قرار عفو». وبشكل عام، فإن قرار العفو الرئاسى هو مسألة تقديرية تخضع لسلطة أى رئيس فى أى زمان أو مكان بناء على اعتبارات قد تكون إنسانية محضة أو لظروف مواءمة سياسية قد يقدرها بناء على المصلحة العليا للبلاد والعباد. ولا أشك للحظة واحدة فى أن الجانب الإنسانى فى شخص الإنسان عبدالفتاح السيسى، أو حسن التقدير السياسى لديه سوف يدفعانه إلى استخدام سلطة العفو. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العفو الرئاسي العفو الرئاسي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia