الثورة الفاشلة ضد الدولة الفاشلة

الثورة الفاشلة ضد الدولة الفاشلة

الثورة الفاشلة ضد الدولة الفاشلة

 تونس اليوم -

الثورة الفاشلة ضد الدولة الفاشلة

عماد الدين أديب

يدخل العالم العربي بنهاية هذا العام مرحلة جديدة وهي مرحلة الثورة الفاشلة! جاء مشروع الدولة المستقلة في الخمسينات للاستقلال عن قوى الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية. وظهرت وقتها الأفكار القومية والثورية، وكان أبرزها المشروع الناصري والمشروع البعثي، وانتهيا إلى هزيمة 1967 وسقوط القدس وسيناء والجولان والضفة، ثم قيام صدام بغزو الكويت وتهديد كل دول المنطقة! وبدأنا نعيش مشروعات فاشلة لأحلام نهضة لم تكتمل، حتى حكم الاستبداد وساد الفساد، وبدأ الشقيق يخطط لاحتلال الشقيق تحت اسم ومسمى الوحدة العربية الإجبارية. سقط المشروع القومي بسقوط القدس وباحتلال الشقيق لشقيقه وبسقوط آلاف الشهداء برصاص عربي على يد جيش عربي. ووصلنا إلى نتيجة مخيفة وهي أن ضحايا الرصاص العربي من العرب أضعاف أضعاف ضحايا الرصاص الإسرائيلي من العرب! إنها حقيقة مؤلمة ومخيفة لا نجرؤ على مواجهة النفس بها! نحن أعداء أنفسنا أكثر من خصومنا وأعدائنا التقليديين! نحن القاتل والقتيل والرصاصة في آن واحد! الآن مشروعات الانقلاب على القديم فشلت ومشروعات الحفاظ عليه أيضا سقطت. الآن مشروعات الثورة على المعتاد والتقليدي أسفرت عن ظهور أنظمة أسوأ مما ثرنا عليه وقمنا من أجل تغييره. الدولة الفاشلة التي تنهار فيها كل أركان الدولة المتعارف عليها هي الخطر الأكبر الذي ظل يتهددنا لسنوات طويلة. الآن نحن نعيش مرحلة الثورة الفاشلة التي جاءت ضد الدولة الفاشلة في ظل حلم فاشل بإسقاط نظام فاشل أدى بنا إلى عمل فاشل فشل في تحقيق الحلم. فشلنا في بناء الحلم وقمنا بثورة لإقامة نظام بديل، ثبت لنا أن القديم والجديد كلاهما في النار! ماذا نفعل في فشلنا القديم، وماذا نفعل في فشلنا الجديد؟ فشلنا في إسقاط القديم، وفشلنا في بناء الجديد، والآن نفشل في الخروج من مأزق البحث عن حل! نقلا  عن جريدة الشرق الاوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة الفاشلة ضد الدولة الفاشلة الثورة الفاشلة ضد الدولة الفاشلة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia