أزمة إدارة القرار

أزمة إدارة القرار

أزمة إدارة القرار

 تونس اليوم -

أزمة إدارة القرار

عماد الدين أديب

أخطر ما يهدد «إدارة القرار» فى مصر، وهنا نتحدث عن أى مستوى للقرار، فى أى منشأة سياسية أو اقتصادية أو تجارية، هو فقدان التنسيق والتكامل والتجانس بين الأفرع المختلفة فى ظل آفة الجزر المتناثرة التى تُفشل نجاح العديد من القرارات.

فى مصر لدينا مؤسسات دستورية مختلفة، ولدينا أيضاً قوى سياسية متناقضة، ولدينا قوى مدنية وقوى عسكرية، ولدينا قوى علمانية وقوى دينية، ولدينا مؤسسات دينية رسمية ولدينا مؤسسات دينية غير شرعية فى حالة انفلات.

هذه الشظايا المتناثرة على سطح الوطن تشكل حالة مخيفة من الجزر المنعزلة المتناثرة التى تخلو من أى مستوى من مستويات التنسيق الذى يمكن أن يؤدى إلى التكامل.

يصدر القرار من أعلى سلطة إلى الحكومة ومن الحكومة يقدَّم به مشروع للبرلمان، ثم يعود من البرلمان بعد التعديلات للتنفيذ فيواجه بتدخلات من الجهاز الحكومى البالغ 7 ملايين موظف، ومن أجهزة المحليات الغارقة فى الترهل والفساد.

إن هذا الوضع مثل فريق كرة القدم الذى يلعب بلا خطة، ولا يوجد فيه تجانس خططى بين اللاعبين، ولا يوجد فيه تنسيق بين خطوط الدفاع والوسط والهجوم.

يفشل فريق كرة القدم، أو أى فريق حينما يلعب كل لاعب بمفرده وبمعزل عن بقية الزملاء ودون التقيد بخطة المدير الفنى للفريق.

مسألة «الجزر المتناثرة» هى الوصفة السحرية الأكيدة لفشل أى نظام إدارى على أى مستوى.

وها نحن هذه الأيام نشهد تحديات كبرى فى هذا المجال، التحدى الأول كان السلطتان التنفيذية والقضائية، والثانى الذى نعايشه هذه الأيام بين البرلمان والبرلمان، ثم بين البرلمان والحكومة، ولا أحد يعرف هل تصطدم سلطة التشريع مع سلطة القضاء؟

هذه الجزر المتباعدة التى لا يربطها «خط ناظم» بحاجة إلى مايسترو يدير «الأوركسترا السياسى» الذى يسمعنا هذه الأيام الكثير من الغناء خارج النص، ويعزف لنا الكثير من معزوفات النشاز المزعج!

هذا كله يحتاج إلى الإجابة عن 4 أسئلة جوهرية بقدر بسيط للغاية وبديهية بشكل ساذج، وهى:

1- أى نظام سياسى نريد؟

2- أى شكل من العلاقات بين مؤسسات الدولة نريد؟

3- ما الجهة الموكل إليها تنسيق العلاقات بين قوى ومؤسسات الدولة؟

4- ما الوسائل الممكنة والمتاحة لتصحيح وتصويب خروج البعض عن روح وسياسة الفريق والإصرار على اللعب منفرداً بما يضر الصالح العام؟

قد تبدو هذه الأسئلة البديهية بسيطة ولا تحتاج إلى عبقرية للتوصل إليها ولكن كما قال الفيلسوف والمفكر «برتراند راسل»: حينما نتوه وتتعقد أمامنا تفاصيل المشكلة يصبح الحل الأمثل هو العودة إلى «البديهيات».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة إدارة القرار أزمة إدارة القرار



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia