الإيمان بالفكرة

الإيمان بالفكرة

الإيمان بالفكرة

 تونس اليوم -

الإيمان بالفكرة

بقلم : عماد الدين أديب

هناك فارق جوهرى بين فعل أى شىء يأتى بالأمر من سلطة أو إدارة وبين فعل ذات الشىء نتيجة إيمان كامل به.

النفس البشرية دائماً تسعى للتمرد على أى محاولة لوضعها داخل إطار أو إلزامها بقواعد قالب قانونى.

من هنا نلاحظ أن معظم الزعامات فى التاريخ التى نجحت فى قيادة شعوبها وإحداث تغييرات حقيقية فى التاريخ والجغرافيا هى تلك التى استطاعت أن تفرز حالة من الاقتناع وقامت بتسويق مؤثر للأهداف التى تسعى إليها.

وليس صحيحاً أن الشعوب لا تمتلك وعياً عميقاً أو ليست مؤهلة فكرياً وثقافياً لإدراك التحولات الجذرية الضرورية.

من هنا تأتى عملية «تسويق» الأهداف العظمى وغرس الإيمان داخل عقول وقلوب الجماهير.

ولا يمكن لأى قرار مهما كانت أهميته والسلطة القائمة عليه أن ينجح ويصبح موضع التنفيذ بكفاءة دون أن يؤمن به أصحابه والقائمون على تنفيذه.

كم من القرارات الصغرى والعظمى التى صدرت فى حياتنا خلال المائة عام الأخيرة ولم تنفذ أو أحرزت فشلاً ذريعاً فى نتائجها، لأن القائمين عليها لم يفهموا أن هناك فارقاً جوهرياً بين الإنسان والماكينة.

الماكينة تتحرك بواسطة تروس وأزرار وتعليمات مبرمجة فى رقائق إلكترونية، أما الإنسان فهو عقل ونفس وقلب وثقافة وضمير وأهواء مختلفة ومتصارعة تحتاج إلى «عملية تسويق واقتناع لمن سوف يقدم عليها».

الفعل من بعد الإيمان بالفكرة هو مسألة شغلت بال دراسات الفلاسفة منذ بدء التاريخ وخاصة فى القرن الأخير من هذا الزمن.

ولعل أبرز من تصدى لهذه المسألة الفيلسوف «شوبنهاور» حينما قال: «كل العلوم تسعى لأن تكون فلسفة، وكل الفلسفات تسعى لأن تكون علوماً، بينما وحده الإيمان يكتفى بالإيمان».

المصدر : جريدة الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيمان بالفكرة الإيمان بالفكرة



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia